الخميس, 8 مايو 2025 09:25 AM

الإمارات تقود وساطة سرية بين سوريا وإسرائيل: تفاصيل الاتصالات الأمنية والاستخباراتية

الإمارات تقود وساطة سرية بين سوريا وإسرائيل: تفاصيل الاتصالات الأمنية والاستخباراتية

كشفت ثلاثة مصادر لوكالة "رويترز" عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة بإنشاء قناة اتصال للمحادثات بين إسرائيل وسوريا. تأتي هذه الخطوة في ظل سعي الحكومة السورية للحصول على مساعدة إقليمية لإدارة علاقاتها مع إسرائيل، خاصة بعد التوترات الأخيرة.

وذكرت "رويترز" نقلاً عن مصدر أمني سوري ومسؤول استخبارات إقليمي (لم يتم الكشف عن هويتهما) أن هذه الاتصالات غير المباشرة، والتي لم يتم الإعلان عنها سابقًا، تركز على قضايا الأمن والاستخبارات وبناء الثقة بين الطرفين السوري والإسرائيلي اللذين لا تربطهما علاقات رسمية.

ووصف المصدر الأول هذه الجهود، التي بدأت بعد أيام من زيارة الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، إلى الإمارات في 13 أبريل الماضي، بأنها تركز حاليًا على "المسائل الفنية"، مشيرًا إلى أنه لا يوجد سقف لما يمكن مناقشته في نهاية المطاف.

وأكد المصدر الأمني السوري الرفيع أن قناة التواصل تقتصر بشكل صارم على القضايا المتعلقة بالأمن، مع التركيز على ملفات "مكافحة الإرهاب". وأضاف أن الأمور العسكرية البحتة، وخاصة تلك المتعلقة بأنشطة الجيش الإسرائيلي في سوريا، تقع خارج نطاق القناة الحالية.

ونقلت "رويترز" عن المصدر الاستخباراتي قوله إن "مسؤولين أمنيين من الإمارات ومسؤولين في الاستخبارات السورية ومسؤولين سابقين في الاستخبارات الإسرائيلية شاركوا في الآلية، إلى جانب آخرين".

يُذكر أن جهود الوساطة الإماراتية سبقتها ضربات إسرائيلية متكررة في سوريا، بما في ذلك ضربة جوية بالقرب من القصر الرئاسي في دمشق، والتي وصفتها إسرائيل بأنها "رسالة للإدارة السورية".

وقد تبنّت إسرائيل سلسلة من الضربات نفذتها قواتها الجوية في مواقع متعددة داخل سوريا. وأعلن الجيش الإسرائيلي عبر حسابه الرسمي على "إكس" في 3 مايو، أن قواته هاجمت مواقع عسكرية بالطائرات المقاتلة، مستهدفة مدفعية مضادة للطائرات وبنية تحتية لصواريخ أرض-جو.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قد صرحا بأن الجيش هاجم هدفًا قرب القصر الرئاسي في دمشق، مجددين تعهدهما بحماية أبناء الأقلية الدرزية، وفقًا لبيان نشرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

من جانبها، أدانت رئاسة الجمهورية السورية القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي، واعتبرته تصعيدًا خطيرًا ضد مؤسسات الدولة وسيادتها. وذكرت في بيان أن هذا الهجوم المدان يعكس استمرار الحركات "المتهورة" التي تسعى لزعزعة استقرار البلاد وتفاقم الأزمات الأمنية، ويستهدف الأمن الوطني ووحدة الشعب السوري.

مشاركة المقال: