الأحد, 4 مايو 2025 11:51 PM

أزمة مياه خانقة في ريف دمشق: تأخر الصيانة ونقص التمويل يفاقمان معاناة السكان

أزمة مياه خانقة في ريف دمشق: تأخر الصيانة ونقص التمويل يفاقمان معاناة السكان

عنب بلدي – مارينا مرهج

يشكو سكان ريف دمشق من طول مدة إصلاح شبكات المياه، ما يضطرهم للاعتماد على التبرعات المحلية، خاصة في المناطق التي تعتمد على الآبار. رصدت عنب بلدي شكاوى من مناطق مختلفة وتواصلت مع لجان الأحياء ومسؤولي المياه لفهم المشاكل وآلية الإصلاح.

تنقسم مناطق ريف دمشق من حيث التغذية المائية إلى:

  • المناطق القريبة من دمشق: تتغذى جزئيًا من مياه دمشق بالإضافة إلى الآبار المحلية.
  • المناطق البعيدة (النبك، قارة، وغيرها): تعتمد على مشاريع الآبار الخاصة بها، بالإضافة إلى الآبار الزراعية والمنزلية.

معدات متهالكة وتعديات على الشبكة

تواصلت عنب بلدي مع المؤسسة العامة لمياه الشرب في دمشق وريفها، حيث أوضح المدير العام أحمد درويش أن الشبكة تعاني من تحديات كبيرة، أبرزها توقف حوالي 1500 مضخة مائية من أصل 4000 وتحتاج إلى صيانة. المؤسسة غير قادرة على إصلاح هذا العدد دفعة واحدة، ويتم ترتيب الأولويات. الإصلاح يتم عبر عقود النفقة أو الاستثمار.

أرجع درويش طول مدة الإصلاح إلى الإجراءات الورقية التي تستغرق من أسبوع إلى عشرة أيام. وأكد أن متابعة مدير الوحدة المائية للطلب تسرع العملية، مؤكدًا عدم رفض أي طلب إصلاح.

تتكرر أعطال المضخات بسبب قدمها وتلفها، وتغير التوتر الكهربائي. كما تتعرض الشبكات لسرقات وتخريب، حيث يتم سرقة المحولات الكهربائية والكوابل. قامت بعض المجتمعات المحلية بتعيين حراس لحماية الممتلكات.

بالإضافة إلى السرقات، هناك حفر غير قانوني للآبار دون ترخيص.

ميزانية غير كافية ونقص في الكوادر

الميزانية المخصصة للمؤسسة غير كافية، فبينما تحتاج المؤسسة إلى 44 مليون دولار لتوصيل المياه إلى جميع المناطق، تبلغ الميزانية 7 ملايين دولار فقط. تعتمد المؤسسة على الدعم من المنظمات والمتعهدين والمجتمع المحلي.

تعاني المؤسسة من نقص في الكوادر الفنية والإدارية، حيث تحتاج إلى ضعف العدد الحالي (1700 عامل) ممن يملكون الخبرات.

أشار درويش إلى أن زيادة عدد الكوادر يسمح بتعيين حراس لمراقبة الآبار والحد من السرقات.

يوجد في ريف دمشق 43 وحدة مائية مسؤولة عن مناطق مختلفة.

لتعزيز ثقافة الشكوى

يستغل بعض المتنفذين حاجة الأهالي ويجمعون الأموال بحجة تسريع الإصلاح. ينصح المدير العام للمؤسسة المواطنين بمراجعة وحدة المياه المسؤولة والتأكد من المعلومات، وفي حال عدم الاستجابة، يمكنهم التواصل عبر قنوات المؤسسة الإلكترونية ومكاتبها.

أكد أهمية تعزيز ثقافة الشكوى لمنع الاستغلال، فالمسؤولون لا يمكنهم الوصول إلى كل المناطق. يتم التعامل مع الشكاوى حسب خصوصيتها، وقد يتم تشكيل لجان للتحقيق واتخاذ الإجراءات القانونية.

تسببت الحرب في تدمير البنية التحتية في ريف دمشق، وتعيق معوقات الصيانة وصول المياه إلى السكان، وسط شح الموارد المائية وانخفاض الأمطار.

مشاركة المقال: