اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعض الأحزاب المعارضة في بلاده باستغلال معاناة اللاجئين السوريين لتحقيق مكاسب سياسية، مطالباً بمحاسبتها على صمتها تجاه الخطابات العنصرية.
أوضح أردوغان في منشور عبر منصة "إكس": "يجب أن يُحاسبوا على التزامهم الصمت أمام الخطابات العنصرية التي تم توجيهها للمظلومين السوريين خلال فترة انتخابات (الرئاسة) 14-28 مايو/ أيار (2023)".
وأضاف: "أولئك الذين يتهمونني شخصياً ويتهمون حزبنا وحكومتنا بأننا متعاونون، يجب أولاً أن يتساءلوا عن تعاونهم مع الذين يصفون المقاومة الفلسطينية بالإرهاب".
يأتي هذا الاتهام في ظل تصاعد خطاب المعارضة التركية حول إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم. وكان "أوزغور أوزيل" رئيس "حزب الشعب الجمهوري" التركي المعارض، قد تعهد بإرسال اللاجئين السوريين إلى بلادهم بعد انتهاء حكم أردوغان، وذلك رداً على تصريحات "بلال أردوغان" نجل الرئيس التركي.
أثارت تصريحات بلال أردوغان، التي تحدث فيها عن انخفاض معدل الجريمة لدى اللاجئين السوريين مقارنة بالأتراك، جدلاً واسعاً وتصريحات مضادة من المعارضة.
وقال أوزيل: "السيد بلال يقول إنه لا يقبل القول إن السوريين هم سبب زيادة الجرائم في تركيا، ويقول أيضاً إن معدل الجريمة لدى السوريين في تركيا أقل منه لدى الأتراك، ويريد الاحتفاظ بهم هنا".
وأضاف: "إنني أسأل بلال إردوغان: ما الحكمة في الثناء على السوريين بوصفهم عمالة رخيصة، في حين أن كثيراً من شبابنا عاطلون عن العمل؟ سيد بلال: ليبقَ السوريون هنا، وسوف نرسل حكومة والدك أولاً، ثم نرسل السوريين إلى وطنهم".
وكان بلال أردوغان قد صرح بأن معدلات الجريمة بين اللاجئين في تركيا أقل من معدلاتها بين المواطنين الأتراك "لأنهم يدركون أن ارتكاب أي جريمة قد يؤدي إلى ترحيلهم إلى بلدانهم؛ مما يجعلهم أكثر حذراً وتجنباً للأنشطة غير القانونية".
وفي سياق متصل، كشف أوزيل عن جهوده لترتيب لقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد، متوقعاً أن يتم اللقاء خلال الصيف، مؤكداً أن حزبه لطالما دعا إلى الحوار مع الأسد لحل المشاكل بين البلدين، مشيراً إلى أن الأسد يشترط انسحاب القوات التركية من شمال سوريا للجلوس مع أردوغان.
وأكد أوزيل أن الهدف الأساسي من اللقاء هو مناقشة مشكلة المهاجرين السوريين وعودتهم إلى وطنهم، مشدداً على أن حزبه لا يعتبر المعارضة السورية قوى وطنية.
وفي تصريحات سابقة، أكد أوزيل على ضرورة الحوار مع بشار الأسد وإيجاد سكن مناسب للسوريين ليعودوا إلى بلادهم، داعياً إلى تدخل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لتوفير العمل والطعام والسكن لهم.
من جهته، تحدث الناشط الحقوقي السوري طه الغازي عن تحول واضح في موقف أحزاب المعارضة التركية تجاه اللاجئين السوريين بعد نتائج الانتخابات البلدية، مشيراً إلى انقسامات داخل حزب "الشعب الجمهوري" بين تياري كمال كليتشدار أوغلو وأوزغور أوزيل.
وأكد الغازي أن التغير في الخطاب ليس فقط في أحزاب المعارضة، بل أيضاً في تيارات التحالف الحاكم، بسبب الحالة الاقتصادية السيئة وتراجع السياح العرب، معتبراً أن هذا التغير هو رسائل تطمينية للسياح العرب.
وأعرب الغازي عن أمله في أن يكون لهذا التغير تأثيرات إيجابية والتخفيف من خطاب التحريض والكراهية والعنصرية ضد السوريين، وإيجاد بيئة قانونية يستطيع اللاجئ السوري المحافظة على حقوقه.