تداعيات مقلقة
أثار خروج طلاب محافظة السويداء من جامعات سورية مختلفة موجة استياء واسعة ودعوات ملحة لحماية الطلاب وضمان حقهم في التعليم الآمن.
تفاصيل الأحداث
يجد طلاب السويداء أنفسهم ضحايا لاعتداءات طائفية مؤسفة. ففي جامعة حلب، تعرض طالب للطعن وإصابات خطيرة، بينما شهدت جامعات حمص ودمشق حوادث ضرب واعتداءات مماثلة، مما أجبر الطلاب على العودة إلى مدينتهم حفاظاً على سلامتهم.
صعوبات وعراقيل
يواجه الطلاب العائدون صعوبات في إكمال دراستهم. "حازم"، طالب التمريض في جامعة حمص، اضطر للعودة مع زملائه ويخشى حرمانه من تقديم الامتحانات بسبب الغياب، مما يعرقل تخرجه. تلقت المجموعة وعودًا غير رسمية بتبرير الغياب.
"مرح"، طالبة الهندسة الزراعية في جامعة حمص، عادت إلى قريتها بعد الاعتداءات. وتوضح أن زملاءها يتابعون دراستهم بينما يغيب طلاب السويداء والساحل، وأن الغياب عن الجلسات العملية يهدد بحرمانهم من الامتحانات.
تدرس مرح مع أسرتها فكرة العودة للجامعة، لكن المخاوف من الطريق وانعدام ضمانات الأمان في الجامعات والسكن الجامعي بعد الأحداث الأخيرة تزيد من قلقهم.
مطالب الطلاب
أكد طلاب أن مشكلة الأمان في الرحلات والإقامة في المدينة الجامعية معقدة، وطالبوا عمداء الكليات بتبرير الغياب وإيجاد حلول بديلة لتقديم الامتحانات، مثل إجرائها في المحافظات أو إلكترونياً.
"أليس"، طالبة الهندسة المعمارية في الجامعة الدولية الخاصة في غباغب، اقترحت فتح مركز في السويداء لتمكين الطلاب من تقديم الامتحانات أو تحكيم مشاريع التخرج عبر الإنترنت.
مستقبل مهدد
طلاب السنة التحضيرية في جامعة دمشق القادمون من السويداء يدفعون ثمناً مضاعفاً، حيث يؤثر الوضع على معدلاتهم الحاسمة للفرز إلى الكليات الطبية. ويؤكد الطالب "حمد" أن التجييش الطائفي والاعتداءات دفعتهم للمغادرة، مشيراً إلى أهمية الحد من الخطاب الطائفي لضمان استمرار الدراسة الجامعية.
دعوات للحل
دعت الدكتورة "ربيعة زحلان"، عضوة الهيئة التدريسية في جامعة دمشق فرع السويداء، إلى إيجاد حلول لتجاوز الامتحانات واقترحت مجموعات "أونلاين" للطلاب لحين موعد الامتحان، معربةً عن أملها في أن يكون الحرم الجامعي مكاناً للعلم والاستقرار.
جاءت مغادرة الطلاب على خلفية مظاهرات في المدن الجامعية إثر انتشار مقطع صوتي مسيء للنبي محمد، واتهام أحد مشايخ السويداء بالمسؤولية عنه، وهو ما نفاه الشيخ ووزارة الداخلية. تحولت المظاهرات إلى تجييش طائفي ضد السويداء وطلابها، وأسفرت عن اعتداءات وصلت إلى طعن طالب في حلب.
يحتاج الطلاب وذووهم إلى ضمانات وتطمينات للعودة إلى جامعاتهم، من خلال آليات لحمايتهم من الاعتداءات الطائفية، واتخاذ إجراءات رادعة بحق مستخدمي الدعوات الطائفية، وحماية الصروح الأكاديمية من الصراعات الطائفية.