الإثنين, 5 مايو 2025 02:23 AM

من دمشق إلى دكا: كيف تعيد الصين رسم خريطة النفوذ في آسيا؟

من دمشق إلى دكا: كيف تعيد الصين رسم خريطة النفوذ في آسيا؟

نور ملحم

بعد التغييرات السياسية في سوريا، تواجه الصين تحديات في تحديد موقفها من القيادة الجديدة. رغم دعمها السابق للأسد، يتطلب الوضع الحالي إعادة تقييم التحالفات. من المحتمل أن تسعى الصين للحفاظ على نفوذها عبر الاقتصاد والاستثمار، بدلاً من التدخل المباشر.

شهدت السياسة الخارجية الصينية تحولات كبيرة، من عدم التدخل إلى الانخراط الفاعل في الشرق الأوسط، مثل الوساطة بين السعودية وإيران وتعزيز المصالحة بين الدول العربية وسوريا. هذه التحركات تهدف إلى تعزيز النفوذ العالمي لبكين مستفيدة من الانسحاب التدريجي للولايات المتحدة.

في بنغلاديش، تتسارع خطوات تعزيز العلاقات مع الصين منذ سقوط حكومة الشيخة حسينة. وبالرغم من تأكيد الحكومة المؤقتة على الاستقلالية السياسية، إلا أن الاعتماد الاقتصادي على الصين يتزايد، مع عجز تجاري كبير وديون متزايدة.

التعاون العسكري المتزايد بين البلدين يعزز هيمنة الصين على القرار السياسي البنغلاديشي، حيث يمنح الاعتماد على الأسلحة الصينية بكين القدرة على التأثير في سياسات الدفاع والأمن.

تمثل العلاقة بين الصين والهند علاقة معقدة، تتداخل فيها المصالح الاقتصادية مع النزاعات الحدودية. تسعى الصين إلى تعزيز نفوذها في جنوب آسيا، مما يثير قلق الهند.

تلعب الصين دورًا دبلوماسيًا في التوترات بين الهند وباكستان، داعية إلى ضبط النفس والحوار، لكن الهند ترفض أي وساطة خارجية.

إن توجه سوريا وبنغلاديش نحو الصين يثير تساؤلات حول مستقبل هذه العلاقات، خاصة في ظل تحويل الشراكات الاقتصادية إلى أدوات ضغط سياسية. الاستثمارات الصينية قد توفر حلولًا فورية، لكن تكلفتها السياسية والاقتصادية على المدى الطويل قد تكون باهظة.

يسعى العالم اليوم إلى إيجاد توازن بين الاستفادة من العلاقات الاقتصادية والحفاظ على السيادة. فهل ستتمكن سوريا وبنغلاديش من تحقيق هذا التوازن، أم أن العلاقات ستقود إلى مزيد من الهيمنة الصينية؟

مشاركة المقال: