الجمعة, 9 مايو 2025 06:16 AM

من تدمر إلى الرقة: نازح يُحيي زراعة النخيل المهملة ويحولها إلى مصدر رزق واعد

من تدمر إلى الرقة: نازح يُحيي زراعة النخيل المهملة ويحولها إلى مصدر رزق واعد

ساهم محمود الصالح، النازح من مدينة تدمر، في إحياء زراعة النخيل في مدينة الرقة، بعد أن نقل خبرته المتوارثة في هذا المجال إلى المنطقة، محوّلاً أشجار النخيل المهملة إلى مصدر إنتاج واستثمار يعود بالفائدة على مزارعي المنطقة.

الصالح، البالغ من العمر 48 عاماً، قال في تصريح لمنصة “سوريا 24” إنه وجد في مناخ الرقة الجاف بيئة مناسبة تماماً لنمو النخيل، شبيهة بمناخ تدمر الصحراوي، مشيراً إلى أن “أشجار النخيل قادرة على تحمل الجفاف والعطش، وهو ما يجعلها مثالية للمناطق البعلية في الرقة”.

من تدمر إلى الرقة: خبرة زراعية تعيد الحياة لأشجار النخيل

بدأ الصالح رحلته مع النزوح قبل سبع سنوات، إثر سيطرة الميليشيات الإيرانية على تدمر خلال فترة حكم الأسد، متنقلاً بين إدلب ثم الرقة، حيث استقر في مزرعة بقرية كسرة فرج جنوب المدينة. ورغم أنه لم يحمل معه شيئاً من متاع بيته، إلا أن خبرته العميقة في زراعة النخيل كانت كافية لتكون مصدر رزقه واستقراره.

وأوضح الصالح أن معظم أشجار النخيل في الرقة كانت تزرع لأغراض الزينة فقط، وكانت مهملة بشكل كبير، مضيفاً: “بعد العناية والتلقيح اليدوي، بدأت تلك الأشجار بإنتاج تمور ذات جودة عالية، وتحولت إلى مشروع استثماري لدى الكثير من الأهالي”.

النخيل من الزينة إلى الاستثمار: موسم التمور ينقذ أشجاراً مهملة

ويقوم الصالح حالياً بالإشراف على تلقيح أشجار النخيل يدوياً، من خلال نقل غبار الطلع من الأشجار الذكرية إلى الأنثوية خلال فترة الإزهار الممتدة من مايو حتى أكتوبر، كما يفصل الفسائل عن الأشجار الأم ويزرعها في حفر مدروسة التباعد، وفق أسس علمية تؤكد خبرته الطويلة.

ويضيف الصالح أنه وجد أشجاراً في الرقة يتجاوز عمرها الثلاثين عاماً دون أن يستفيد أصحابها منها، لكن بعد عامين من الرعاية، بدأت بإنتاج تمور عالية الجودة، منها البرحي، والعجوة، والرطب، والتمر القصبي، والتمر الناشف، إلى جانب أنواع أخرى.

ودعا الصالح من خلال “سوريا 24” مزارعي الرقة إلى التوسع بزراعة النخيل، مؤكداً أن إنتاجية الشجرة الواحدة قد تصل إلى 400 كغ سنوياً، ما يجعلها خياراً اقتصادياً مناسباً للمنطقة.

تجربة محمود الصالح تمثل نموذجاً لنقل الخبرات الزراعية بين المناطق السورية خلال سنوات النزوح، التي صنعت، رغم قسوتها، مزيجاً غنياً من التبادل الثقافي والمعرفي في مختلف مناحي الحياة.

مشاركة المقال: