في مدينة إدلب، تتحدى سيدات الظروف الاقتصادية الصعبة بمشروع مبتكر: الزراعة المائية المنزلية. ثناء الخالد، امرأة أربعينية، تخوض تجربة زراعة الفريز في منزلها بعد أن تعلمت أساسيات هذه التقنية في دورة تدريبية. وتقول ثناء إن اختيارها للفريز جاء لمناسبة فصل الربيع لإنباته وارتفاع سعره في الأسواق المحلية.
الزراعة المائية تمثل حلاً مثالياً لمن لا يملكون مساحات واسعة، وهي فكرة جديدة تتيح للسيدات تحقيق مكاسب مالية من خلال مشروعات صغيرة مدعومة بدورات تدريبية تقدمها منظمات ومراكز في إدلب.
ما هي الزراعة المائية؟
المهندسة الزراعية روضة عبدو، المسؤولة عن التدريب في مركز "مساحتي"، تشرح أن الزراعة المائية تعتمد على أنابيب خاصة يتم تثبيتها على الجدران، مع مراعاة المسافات بين النباتات. يتم تزويد الأنابيب بالماء المفلتر المحمل بمحلول مغذٍّ، بالإضافة إلى مضخة أكسجين لتهوية النباتات. وتضيف أن المركز يقدم أيضاً تدريباً على الزراعة التقليدية بالتربة باستخدام تقنية "التشتيل بصواني الفلين".
التدريب لا يقتصر على الجانب النظري، بل يشمل أيضاً التطبيق العملي، حيث واجهت المتدربات بعض العقبات، مثل برودة الطقس التي أدت إلى فشل التجربة الأولى للتشتيل بالفلين. إلا أن إصرار المتدربات، مثل "أم يوسف"، على توفير التدفئة اللازمة للشتلات في منازلهن ساهم في نجاح التجربة.
هالة قرة محمد، مشرفة المشروع ومديرة مركز "مساحتي"، تؤكد أن فكرة تدريب الزراعة المنزلية والمائية هي الأولى من نوعها في سوريا، مشيرة إلى تجربة مماثلة نفذتها منظمة "بسمة وزيتونة" في لبنان للاجئات سوريات، وحققت نجاحاً كبيراً.
تكلفة تنفيذ مشروع الزراعة المائية على شرفة المنزل أو سطح البناء لا تتجاوز 400 دولار أمريكي. ويقدم المركز منحاً مالية للسيدات اللواتي يمتلكن مشاريع صغيرة قائمة بهدف دعم رأس المال وتوسيع العمل.
خلال سنوات الحرب، أولت العديد من المراكز والجمعيات النسائية في الشمال السوري اهتماماً بتمكين المرأة ودعمها عبر دورات تدريبية في مجالات مختلفة، إلا أن هذه المشاريع لا تزال تصطدم بعقبات تعليمية واجتماعية ومالية.