الإثنين, 12 مايو 2025 10:08 PM

منال أبو العلا: قصة نجاح سعودية تجسد رؤية 2030 في تمكين المرأة

منال أبو العلا: قصة نجاح سعودية تجسد رؤية 2030 في تمكين المرأة

في خضم التحولات العميقة التي تشهدها المملكة العربية السعودية ضمن رؤية 2030، تبرز منال أبو العلا كنموذج ملهم للمرأة السعودية التي تغلبت على التحديات وأثبتت أن التغيير الحقيقي يبدأ من الطموح المدعوم بالفرص. فهي ليست فقط مدربة رياضية وإعلامية بارزة، بل قصة صمود ونجاح تعكس الواقع الجديد الذي رسمته المملكة للمرأة، واقعًا يقوم على التمكين والانطلاق بلا قيود.

منال، بصفتها نائب مدير الاتحاد العالمي للفنون القتالية IWKBF لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، ومدير تحرير مجلة SME News في دبي، ومدربة معتمدة في الصحة والتغذية، تمثل نموذجًا فريدًا للمرأة متعددة الأدوار، التي استطاعت أن توفق بين العمل الإعلامي والقيادة الرياضية والتمكين المجتمعي. هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا الدعم الذي وفرته رؤية المملكة 2030، التي وضعت تمكين المرأة في صميم سياساتها الإصلاحية، وفتحت لها آفاقًا واسعة.

تقول منال: "ما كنت أتصور أني أصير كابتن وأتمتع بهذه الشهرة الواسعة إلا مع الرؤية وتمكين المرأة. خلتني ما أحتاج أحد.. سقت، ثابرت، درست، اشتغلت.. وانطلقت." كلماتها تعكس تحولًا كبيرًا، ليس فقط في حياتها الشخصية، بل في حياة ملايين النساء السعوديات اللواتي شهدن تطورات هائلة في فرص التعليم والعمل والمشاركة في مختلف القطاعات.

تجسد منال أبو العلا الطموحات التي تسعى رؤية 2030 لتحقيقها؛ حيث أدت هذه الرؤية إلى رفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل إلى 34.5% بنهاية 2023، متجاوزة الهدف الأصلي البالغ 30%. هذه الزيادة الكبيرة تدل على أن الخطط لم تكن مجرد شعارات، بل رؤية عملية واضحة أثمرت نتائج ملموسة.

تستمد منال قوتها من التغيرات الاجتماعية والقانونية التي أحدثتها الرؤية، والتي شملت تعزيز الحقوق القانونية، وتحسين بيئة العمل، وتقديم برامج دعم للأمهات والعاملات، وتطوير منظومة ريادة الأعمال النسائية. لم تكن منال لتصل إلى مناصب قيادية في اتحادات دولية أو تحدث هذا التأثير الإعلامي والرياضي دون وجود بيئة تشريعية وثقافية أكثر تقبلاً للمرأة الطموحة، وأكثر حرصًا على دعمها. قصتها تعكس نجاح الرؤية في تحفيز نماذج نسائية مؤثرة، قادرة على إلهام غيرها من النساء.

اليوم، لا تمثل منال أبو العلا نفسها فقط، بل تمثل جيلًا جديدًا من السعوديات اللاتي يقدن التغيير في مجالات كانت حتى وقت قريب حكرًا على الرجال. وتؤكد منال أن تأثير الرؤية لم يقتصر على الوظيفة أو التعليم، بل شمل نمط حياة المرأة السعودية بالكامل، قائلة: "المرأة السعودية كانت قبل الرؤية موقوفة مكتومة.. واليوم لما شافت التمكين، انطلقت." هذه العبارة تلخص روح المرحلة، وتعبر عن التحول من القيود إلى الانطلاق، ومن التهميش إلى القيادة.

لقد ساهمت رؤية 2030 في كسر الصورة النمطية للمرأة السعودية، التي كانت محصورة في أدوار تقليدية، وها هي منال اليوم تدرب، تحرر، تلهم، وتشارك في قرارات مؤسسات دولية. حضورها هو دليل حي على أن تمكين المرأة ليس ترفًا، بل ضرورة تنموية، وعنصر حيوي في الاقتصاد الحديث، كما أشارت تقارير البنك الدولي التي تربط بين المشاركة النسائية والنمو الاقتصادي المستدام.

قصة منال ليست مجرد قصة فردية، بل هي انعكاس لمنظومة تمكين متكاملة أطلقتها السعودية، تسعى لتحويل المرأة من مستهلك إلى شريك، ومن مهمشة إلى قائدة. في هذا السياق، تُعد منال نموذجًا للاستثمار الوطني في رأس المال البشري النسائي، ذلك الاستثمار الذي سيثمر اقتصادًا متنوعًا، مجتمعًا أكثر تماسكًا، ووطنًا أكثر شمولًا واستدامة. إن نجاح منال أبو العلا في استغلال هذه الفرص وتحويلها إلى إنجازات فعلية، يجعل منها رمزًا للعصر الجديد في المملكة، الذي تتقاطع فيه التنمية الاقتصادية مع التمكين الاجتماعي. وكما تقول في حديثها: "سقت، ثابرت، درست، اشتغلت.. وانطلقت."، فإنها تلخص بذلك روح رؤية 2030، التي لا تعد النساء بالفرص فقط، بل تحفزهن على اقتحامها بكل ثقة.

مشاركة المقال: