الأحد, 18 مايو 2025 12:39 AM

قمة بغداد: ترحيب عربي واسع برفع العقوبات الأمريكية عن سوريا وآمال بانفراج الأزمة

قمة بغداد: ترحيب عربي واسع برفع العقوبات الأمريكية عن سوريا وآمال بانفراج الأزمة

انطلقت، اليوم السبت، أعمال القمة العربية في نسختها الرابعة والثلاثين في العاصمة العراقية بغداد، بمشاركة واسعة من زعماء الدول العربية أو من يمثلهم، إلى جانب عدد من الأمانة العامة للمنظمات الدولية والإقليمية، فضلاً عن شخصيات دبلوماسية وسياسية من دول عربية وأوروبية.

وشكل الملف السوري محوراً أساسياً في النقاشات التي شهدتها القمة منذ جلستها الافتتاحية، حيث أبدى القادة العرب إشادة واسعة بقرار الولايات المتحدة برفع العقوبات الاقتصادية عن الجمهورية العربية السورية، في خطوة تُعدّ مؤشرًا على تحول كبير في الموقف الدولي تجاه دمشق بعد سنوات من العزلة السياسية والاقتصادية.

البحرين: نهنئ سوريا ونشكر السعودية

استهل رئيس وفد مملكة البحرين في القمة، عبد اللطيف بن راشد الزياني، كلمته بالإشادة بالخطوة الأمريكية، قائلاً: “نهنئ سوريا على قرار أمريكا برفع العقوبات عنها، ونشكر جهود السعودية بهذا الخصوص”. وأكد أن هذا القرار يعكس التغير الإيجابي في المناخ السياسي الإقليمي، ويُعدّ خطوة نحو تعافي سوريا اقتصاديًا وعودة استقرارها.

العراق: دعم كامل لسوريا ورفض أي اعتداء خارجي

من جانبه، أعرب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عن موقف حازم وداعم لسوريا، مشددًا على ضرورة دعم سيادتها ووحدتها. وقال: “ندعم وحدة سوريا وسيادتها ونرفض أي اعتداء خارجي عليها. نريد بناء أفضل العلاقات مع الجارة سوريا، ولن نبخل بأي جهد قدمناه لمساعدة سوريا وشعبها. نثمن القرار الأميركي برفع العقوبات عن سوريا”. وشدد السوداني على أهمية التعاون بين البلدين الجارين في مختلف المجالات، خاصة في مجال إعادة الإعمار.

أبو الغيط: سنقف مع سوريا لتجاوز الوضع الصعب

الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أكد أن الأمة العربية موحدة في دعمها للشعب السوري وحكومته، قائلاً: “تخوض سوريا مرحلة صعبة وتحديًا جديدًا لبناء سوريا الجديدة. سنقف جميعًا مع السوريين وحكومتهم لتجاوز هذا الوضع الصعب. نثق بأن قرار رفع العقوبات الأمريكية سيسهم في خلق وضع اقتصادي جديد”.

غوتيريش: دعم العملية السياسية في سوريا

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش شدد على ضرورة دعم العملية الانتقالية السياسية في سوريا، ودعا إلى ضمان مشاركة الجميع دون تمييز ديني أو عرقي، وقال: “نأمل أن يساهم رفع العقوبات عن سوريا في تحسين أوضاعها”.

السيسي: الحفاظ على وحدة سوريا ودعم الاستقرار

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دعا إلى استثمار رفع العقوبات لمصلحة الشعب السوري، وقال: “لا بد من استثمار رفع العقوبات عن سوريا والمحافظة على وحدتها ومحاربة الإرهاب. نثمن قرار رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، ونؤكد ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا واستقلالها وانسحاب إسرائيل من الجولان السوري المحتل”.

اليمن: نهنئ سوريا ونشيد بدور السعودية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد محمد العليمي هنأ سوريا “قيادة وحكومة وشعبًا” برفع العقوبات الأمريكية، ونوّه بجهود ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في تحقيق هذه الخطوة.

الصومال: خطوة مهمة لاستعادة الاستقرار

الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود وصف القرار الأمريكي بأنه “خطوة مهمة لاستعادة الاستقرار”، وهنأ سوريا بهذه المناسبة.

الأردن: استقرار سوريا ركيزة لأمن المنطقة

رئيس الوفد الأردني جعفر عبد الفتاح حسان أكد أن استقرار سوريا هو “ركيزة لكل أمن المنطقة”، وقال: “نرحب برفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، ونؤكد وقوفنا إلى جانب أشقائنا السوريين في عملية إعادة الإعمار. أملنا أن نرى سوريا مزدهرة”.

لبنان: استعداد للتعاون لإعادة النازحين

رئيس وزراء لبنان نواف سلام أعلن استعداد بلاده للعمل مع سوريا لـ”استعادة النازحين السوريين الذين استضافهم لبنان منذ عام 2011 إلى بلدهم وقراهم التي أصبحت آمنة”، وقال: “نثمّن الدور السعودي في رفع العقوبات الأميركية عن سوريا. رفع العقوبات الأميركية عن سوريا سيعود بالنفع على لبنان”.

وأشار إلى أهمية ضبط الحدود ومنع التهريب لما فيه صالح البلدين.

السودان والمغرب والجزائر: دعم متواصل لسوريا

من جانبه، جدّد نائب رئيس مجلس السيادة السوداني دعم بلاده للجمهورية العربية السورية ورحّب بقرار رفع العقوبات، كما ثمن جهود المملكة العربية السعودية. أما وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، فأعلن عن قرار بلاده بإعادة فتح سفارتها في دمشق بعد إغلاق دام سنوات، مؤكدًا: “المغرب يجدد موقفه الثابت بدعم ومساندة الشعب السوري لتحقيق تطلعاته في الأمن والاستقرار والحفاظ على وحدة بلده”. كما أكد وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف تضامن الجزائر مع سوريا ولبنان، مشيرًا إلى أن “الاستقرار فيهما أساس لاستقرار الشرق الأوسط”.

توافق عربي على دعم سوريا وإعادة إحيائها

وشهدت القمة العربية الـ34 في بغداد توافقًا واضحًا بين القادة العرب على دعم سوريا في مرحلتها الجديدة، سواء على الصعيد الإنساني أو الاقتصادي أو الأمني، مع إشادة واسعة بدور المملكة العربية السعودية في تسهيل رفع العقوبات الأمريكية.

ويُعتبر هذا الموقف المؤيد من القادة العرب خطوة محورية في إعادة سوريا إلى الحضن العربي، وفتح صفحة جديدة من التعاون الإقليمي لبناء استقرار حقيقي في المنطقة.

مشاركة المقال: