الأحد, 18 مايو 2025 03:36 AM

مراجعة إدارة ترامب للعقوبات على سوريا: هل تلوح في الأفق بوادر انفراج؟

مراجعة إدارة ترامب للعقوبات على سوريا: هل تلوح في الأفق بوادر انفراج؟

ذكرت شبكة "CNN" الأمريكية أن وزارة الخزانة الأمريكية من المرجح أن تصدر تراخيص عامة لسوريا، تغطي نطاقًا واسعًا من الاقتصاد، وهو أمر حيوي لإعادة الإعمار في الأسابيع المقبلة. وتجري إدارة ترامب حاليًا مراجعة فنية "معقدة" للعقوبات، ومن المتوقع أن تستغرق أسابيع، وفقًا لمسؤولين في الشبكة.

أوضحت الشبكة في تقرير نشرته يوم السبت 17 مايو، أن ليس كل حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة يؤيدون توجه ترامب نحو رفع العقوبات. ونقلت الشبكة عن مسؤول إسرائيلي قوله إن "إسرائيل عارضت خطوة ترامب برفع العقوبات عن سوريا". وأضاف المسؤول أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلب من ترامب خلال لقائهما في واشنطن في أبريل الماضي عدم رفع العقوبات عن سوريا، خوفًا من أن يؤدي ذلك إلى تكرار أحداث 7 أكتوبر 2023 (طوفان الأقصى).

كما عارض كل من رئيس مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض، سيباستيان غوركا، وجويل رايبورن، الذي شغل منصب مبعوث ترامب إلى سوريا خلال إدارته الأولى، اتخاذ خطوات لرفع العقوبات واحتمال العمل مع الرئيس السوري.

وقال مسؤول سابق في إدارة ترامب: "أعتقد أن هناك رغبة في إفساح المجال للحكومة الجديدة، لكنني أعتقد أن غوركا وفريقه كانوا مترددين في التطبيع مع الرئيس السوري". وأضاف أن شعور غوركا كان أنه "من كان جهاديًا، سيبقى جهاديًا إلى الأبد".

وأشار التقرير إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية أرادت المضي قدمًا، لا الركض، نحو نتيجة العمل مع الرئيس السوري. وأثار إعلان ترامب رفع العقوبات عن سوريا جدلاً واسعًا في أوساط الحكومة الأمريكية المعنية بتطبيق القرار، حسبما ذكرت ثلاثة مصادر مطلعة على الأمر.

وكان مسؤولو إدارة ترامب قد أجروا اتصالات هادئة لأشهر، تمهيدًا لتخفيف العقوبات واحتمال عقد لقاء رفيع المستوى مع الرئيس السوري، إلا أن إعلان رفع العقوبات سريعًا فاجأ بعض المسؤولين، وفقًا للمصادر.

وحسبما قال مصدر مطلع على المناقشات لـ"CNN"، لم يكن هذا قرارًا ارتجاليًا من الرئيس، فقد نوقش هذا الاحتمال لأشهر، لكن ترامب تجاوز بكثير ما كان يحدث على مستوى العمل.

مع توجه إدارة ترامب نحو تطبيق السياسة الجديدة، يقول خبراء ومجموعات داعمة للمجتمع المدني السوري إن التعقيدات لا حصر لها، ويجادل البعض بأن رفع القيود الأمريكية على الصادرات السورية للسماح بدخول الشحنات الأمريكية سيكون حاسمًا، بالإضافة إلى تخفيف العقوبات، لتمكين سوريا من البدء في بناء اقتصادها.

وزير الخارجية الأمريكية، ماركو روبيو، أكد أن الحكومة السورية أشارت إلى التزامها بالمبادئ التي حددها المجتمع الدولي، وهي: حكومة شاملة، والسلام مع جيرانها، بما في ذلك إسرائيل، وطرد "الإرهابيين". كما أكّد أنّ سوريا ستبذل جهودًا لتطهير البلاد من الأسلحة الكيماوية بمساعدة الولايات المتحدة. لكن روبيو حذّر أيضًا من أن السعي نحو تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية "لن يحدث بين عشية وضحاها".

وقال روبيو للصحفيين: "هذه علاقة جديدة، لقد عرفنا بعضنا البعض، وعرفناهم منذ 24 ساعة".

الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قال إن لقاءه مع الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، كان "عظيمًا". وأضاف ترامب في تصريح على متن الطائرة التي تقله إلى قطر، في 14 مايو، أن "الرئيس السوري قائد حقيقي، قاد الثورة وهو مذهل"، مضيفًا أن الرئيس السوري "شاب جذاب ومقاتل له ماضٍ قوي جدًا، ولديه فرصة حقيقية للحفاظ على وحدة سوريا".

وفي ردّه على سؤال بشأن التقارير التي تفيد بأن الرئيس السوري يريد بناء برج ترامب في دمشق، قال ترامب، "إنه يملك الإمكانات، إنه زعيم حقيقي"، وذلك في إشارة إلى الرئيس السوري.

ولفت الرئيس الأمريكي إلى أنه أبلغ إسرائيل بأنه سيرفع العقوبات عن سوريا، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة أمر مهم جدًا للشرق الأوسط.

الرئيس الأمريكي التقى بالرئيس السوري، في السعودية، وحثه على تطبيع العلاقات مع إسرائيل. ويعتبر لقاء ترامب مع الرئيس السوري الأول من نوعه على مستوى الرئاسة منذ 25 عامًا.

وقال ترامب خلال كلمة له في منتدى "الاستثمار السعودي الأمريكي" في الرياض، "آن الأوان لمنح سوريا الفرصة، وأتمنى لها حظًا طيبًا".

مشاركة المقال: