الثلاثاء, 20 مايو 2025 01:59 AM

قلعة المزيريب: محطة الحجاج التاريخية.. تحفة معمارية تنتظر الترميم

قلعة المزيريب: محطة الحجاج التاريخية.. تحفة معمارية تنتظر الترميم

تتميز قلعة المزيريب بطراز معماري فريد وجمالية آسرة، وكانت محطة استراحة للحجاج على مر العصور. تقع القلعة في بلدة المزيريب، على بعد 12 كيلومترًا شمال غرب مدينة درعا، وشمال شرق بحيرة المزيريب الشهيرة (قبل جفافها) بمسافة 400 متر.

أوضح الدكتور محمد خير نصر الله، رئيس دائرة آثار درعا، أن القلعة مسجلة على لائحة التراث الوطني منذ عام 1968. تصميمها مربع الشكل، طول ضلعه 80 مترًا، ويتكون من أجنحة مزودة بسبعة أبراج كبيرة، تتوسطها باحة سماوية كانت تضم مسجدًا ومباني خدمية. تتميز ببوابة مقنطرة عرضها 270 سم، يعلو قوسها صف من الحجارة الكلسية البيضاء، والتي يُعتقد أنها كانت تشكل طراز الأبلق المعروف بتناوب الحجرين الأبيض والأسود. بُنيت القلعة باستخدام الحجر البازلتي الأسود المنحوت بعناية، مع وجود عناصر معمارية أُحضرت من مبانٍ رومانية قديمة، تشهد عليها الكتابات والنقوش اليونانية.

على الرغم من تأثر القلعة بعوامل الطبيعة والاستخدام البشري، مما أدى إلى تهدم أجزاء منها ونقل بعض حجارتها، إلا أن أجزاء هامة منها لا تزال شامخة، خاصة البرجين الجنوبي الغربي والجنوبي الشرقي والجناح الشمالي بسقفه المقبب. تعود القلعة إلى الفترة العثمانية (زمن السلطان سليم الأول 1517م)، واستُخدمت كمحطة استراحة للحجاج المتجهين إلى الحجاز. ذكر الرحالة والمستشرقون الأوروبيون، مثل غوتليب شوماخر في القرن التاسع عشر، أن القلعة كانت تتكون من طابقين، الطابق الأرضي يضم قناطر ذات أقواس عريضة ربما كانت تستخدم كمخازن للحبوب للحجاج، بينما الطابق العلوي يضم شققًا لسكنهم، ويمكن الوصول إليه عبر درجين.

حاليًا، الطابق العلوي متهدم بالكامل، ولا تزال أجزاء من الجدار المحيط قائمة حتى ارتفاع النوافذ. مخازن الطابق السفلي متهدمة أيضًا بمعظم أجزائها، باستثناء اثنين لا يزالان بحالة جيدة. بُني سرداب كبير لاحقًا في الجدار الشمالي قرب البوابة، واستُخدم في أواخر الفترة العثمانية كمخزن حكومي.

أكد نصر الله أن دائرة آثار درعا أدركت الأهمية التاريخية والأثرية والسياحية للقلعة، وقامت باستملاك بعض العقارات المحيطة بها عام 2012، ونفذت مشروع ترميم إسعافي عامي 2019-2020 لمعالجة التصدعات في الجدران والأبراج، وشملت الأعمال تركيب حجر بازلتي منحوت للجدران، وإعادة تركيب حجارة وركة وكحلة تقليدية، بهدف حمايتها ومعالجة التصدعات الإنشائية. وأشار إلى أن هذه الأعمال غير كافية، والقلعة لا تزال بحاجة إلى صيانة دورية لإعادتها إلى سابق عهدها.

مشاركة المقال: