لم تنجح السلطات السورية حتى اليوم في توفير الأمان للأهالي في الساحل السوري، وقرية قرفيص خير مثال على استمرار العنف والقتل والسرقة والتعفيش، بالإضافة إلى تعطل العملية التعليمية.
سناك سوري – متابعات
أفاد مركز مناهضة العنف والكراهية في تقرير له نُشر اليوم، بأن الفصائل المتطرفة المتمركزة في قرية قرفيص تمنع كل أشكال الحياة في القرية، وتستمر في ممارسة الانتهاكات منذ المجزرة التي شهدتها القرية في 7 آذار، والتي راح ضحيتها 29 شخصًا حتى اليوم 6 أيار 2025.
وبحسب المركز، فإنه خلال سلسلة المجازر التي شهدها الساحل السوري في مطلع آذار 2025، هاجم رتل القرية وقتل في مجزرة طائفية 29 إنسانًا، بينهم عائلات "أب وأبنائه".
توجه الرتل إلى قرية قرفيص، والتي يتواجد فيها مقام أحد الرموز الدينية العلوية واسمه الشيخ أحمد بقرفيص، حيث تم العبث بالمقام، ومن ثم تم التوجه إلى منزل الصحفي الرياضي أكسم دوبا، وهو مالك جريدة الرياضية، حيث تم قتله في المنزل مع اثنين من العاملين لديه.
قُتل في قرية قرفيص 29 مدنيًا على أساس طائفي، بينهم اثنان بعمر سبعين عامًا وهما محسن عبود وفؤاد معلا، ورجل بعمر 67 عامًا واسمه ياسر سليمان، وقُتل إلى جانبه ولداه عمار وأحمد.
كما شهدت القرية إحراق عدد من المنازل وسرقة بعض السيارات.
يقول التقرير إنه بعدها تمركزت عناصر من وزارة الدفاع في القرية، وسُجل خلال تواجدهم ممارسة الانتهاكات اللفظية وأعمال توقيف واحتجاز مؤقتة بحق الأهالي دون وقوع انتهاكات واسعة وحوادث عنف ممنهج باستثناء المجزرة التي وقعت في 7 آذار.
لكن خلال الأيام العشرة الماضية ازدادت وتيرة الانتهاكات من قبل العناصر المتواجدين في القرية والذين يرتدي جميعهم اللثام بشكل غير مفهوم.
شهادات الأهالي تؤكد أن العناصر قاموا بسرقة المدرستين الإعدادية والابتدائية وكسر محتوياتهما، كذلك الحال في مؤسسة البريد والمستوصف والبلدية، وحتى مشروع الفطر المحاري ومشغل الخياطة في القرية تم سرقة الطاقة الشمسية منهما.
يقول أحد الشهود: "أي بيت فاضي بيدخلوا عليه بيعفشوه ويلي ما بيعفشوه بيكسروه لحتى ما بقا يصير صالح للسكن"، ويضيف أن الموسم الآن يتطلب تنظيف الأرض حول أشجار الزيتون، لكنهم لا يستطيعون القيام بذلك: "هلا يلي بينزل عالأرض بيكون مستغني عن حياته"، في إشارة لخوف أهالي القرية.
ازدياد المخاوف بعد جريمة قتل
المخاوف ازدادت بعد جريمة قتل الشاب "حسن يوسف" والذي اختفى في 28 أيار 2025 وعُثر على جثمانه مقتولاً بعد يومين.
وبحسب مارصده المركز فإن القرية تشهد حالة من النزوح منذ ذلك الوقت، البعض نزحوا إلى منازل أقاربهم في القرى المجاورة، وآخرون انتقلوا لاستئجار منزل في المدينة.
وعلى الرغم من أن المدرسة الابتدائية موجودة، إلا أن الأهالي يخشون إرسال أطفالهم إليها، وتقول شاهدة من القرية: «إذا نحن الكبار ماعمنسترجي نطلع من بيوتنا كيف رح نسترجي نبعت ولادنا الصغار، كمان عناصر الفصيل عطول عالطريق بيمشوا بسياراتن بسرعة كبيرة دون الاهتمام بسلامة المدنين فمين رح يسترجي يترك ابنو يطلع برا؟».
وقد سيطر مسلحون تابعون للسلطات الانتقالية على 3 مواقع في القرية وهي ممتلكات شخصية تم دخولها عنوة وهي مطعم "جار القمر"، ومنزل "عبد الله دوبا"، إضافة إلى منزل "أحمد سيف".
وفي 19 نيسان 2025 تم اختطاف شاب من قرية مجاورة كان بزيارة لمنزل خاله في قرفيص، واصطحبوه إلى مقرهم في مطعم "جار القمر"، حيث تعرض للتعذيب الجسدي.
وقد عُثر عليه بعد يومين من اختطافه مرميًا على الطريق بالقرب من حي العسالية في مدينة جبلة.
ويشير التقرير لحالات اعتقال تعسفي من قبل العناصر المتمركزين في القرية وعمليات تعذيب وتهديد بالقتل في حال تحدث أحد المعتقلين عن ملابسات اعتقاله بعد اطلاق سراحه.
الشاب حسن عبد الهادي وبحسب التقرير فإن الأهالي يناشدون السلطات السورية لتحمل مسؤولياتها في حمايتها وضبط العناصر الموجودين في القرية ومحاسبة المنتهكين من بينهم.