تبرز خدمة "Wi-Fi outdoor" في سوريا كحل تقني لتوفير اتصال رقمي يتغلب على البنية التحتية المدمرة. عبد الحكيم حمص، طالب جامعي يسكن في الغوطة الشرقية بريف دمشق، يعاني من غياب البنية التحتية وكوابل "ADSL" في منطقته، بالإضافة إلى ضعف شبكة الهاتف المحمول وانعدام سرعة التحميل.
دفعه ذلك للاشتراك بخدمة "Wi-fi out door"، التي توفر سرعة تحميل أعلى وإنترنت غير محدود مقارنة بشبكات "ADSL"، إضافة إلى استقرار نسبي في الشبكة. وأشار عبد الحكيم إلى أن رسوم الاشتراك مكلفة لكنها أفضل وتعادل سعر الباقات التي قد يستهلكها أفراد عائلته.
يدفع عبد الحكيم، الذي يعيش مع عائلته المكونة من خمسة أفراد، 75 دولارًا أمريكيًا شهريًا (750 ألف ليرة سورية وسطيًا بسعر السوق السوداء) لقاء الاشتراك بهذه التقنية. وبالمقارنة مع أسعار باقات شبكة "سيريتل" (إذا اشترك جميع أفراد الأسرة بها)، يعتبر الاشتراك بالتقنية الجديدة أوفر وبجودة أعلى.
ما مكونات التقنية؟
عادة يتطلب تشغيل خدمات "Wi-Fi outdoor" المكونات التالية:
- "Access Point" خارجي: جهاز يبث الإنترنت لمسافات طويلة، ومقاوم للعوامل الجوية.
- "أنتينات" قوية: لتستقبل البث، أحيانًا تكون داخلية أو إضافية لزيادة التغطية.
- كوابل ومصادر طاقة خاصة: غالبًا تستخدم تقنية Power over Ethernet (PoE) لترسل الكهرباء والإنترنت بكابل واحد.
ما التكلفة؟
تواصلت عنب بلدي مع قسم العملاء في شركة "سوبر نت غروب"، التي تعمل على تخديم مناطق في الغوطة الشرقية بالتقنية الجديدة. وأوضح القسم أنه يتم تركيب جهاز استقبال على أحد أسطح الأبنية المناسبة، وبعد تحديد الموقع تحدد تكلفة التركيب التي تتراوح بين 120 و220 دولارًا (من 1.2 مليون ليرة إلى 2.2 مليون).
يكفي جهاز الاستقبال الواحد لـ25 منزلًا، وإن كانت هناك 10 منازل فقط ترغب بالاشتراك، تزودها الشركة بالجهاز على نفقتها، ويبقى على المشترك بقية المستلزمات لتوصيل التقنية لمنزله، والتي تشمل: "الراوتر" والكوابل و"السويتشات".
أوضح قسم العملاء أن سعر "الراوتر" المخصص لاستقبال هذه التقنية يبدأ من 20 دولارًا وصولًا إلى 85 دولارًا، بينما يبدأ سعر الكوابل من دولار إلى دولارين (يقابل الدولار 10 آلاف ليرة وسطيًا في السوق السوداء).
توجد باقات بسرعات متعددة تبدأ من باقة "SILVER" بسرعة 2 ميجابايت بسعر 90 ألف ليرة سورية شهريًا، بينما باقة "GOLD" بسرعة 2 ميجابايت فسعرها 120 ألف ليرة سورية، وتصل الباقات إلى 24 ميجا بايت بسعر 900 ألف ليرة سورية شهريًا.
إقبال رغم ارتفاع التكلفة
أوضح المدير العام للهيئة الناظمة للاتصالات والبريد، عاطف الديري، لعنب بلدي أن تقنية "Wi-Fi outdoor" متاحة للمواطنين بشكل قانوني من خلال التراخيص التي تم منحها لشركات متخصصة، ويوجد تقييم مستمر للتأكد من الالتزام بأحكام التراخيص.
يبلغ عدد الشركات المرخصة حاليًا لتقديم هذه الخدمة حتى 21 من نيسان، 18 شركة في دمشق، و31 في ريف دمشق، أما عن عددها في جميع المحافظات فيبلغ 113 شركة.
تعتمد هذه الشركات لتقديم خدمة الإنترنت للعموم في الأماكن الخارجة عن تغطية الشركة السورية للاتصالات، وذلك عبر نقطة نفاذ مباشرة إلى شبكة الإنترنت التابعة لها، ووفق الضوابط التنظيمية المحددة في وثيقة الترخيص، وفق الديري.
وتابع أن الهيئة الناظمة للاتصالات لا تتدخل في تحديد الأسعار بشكل مباشر، بل تُراجع الدراسة السعرية والجدوى الاقتصادية المقدمة من الجهة المرخصة، وتُتيح لها حرية التسعير ضمن سوق مرنة وتنافسية، مع الالتزام بالمعايير الفنية وجودة الخدمة.
وحول إن كانت رسوم الاشتراك بهذه التقنية تتناسب مع دخل المواطنين، بيّن الديري أنه على الرغم من أن الأجور لهذه الخدمة تعد مرتفعة قياسًا بتعرفة "السورية للاتصالات" لتقديم خدمة "ADSL"، هناك إقبال جيد على الاشتراك بها، معللًا ذلك بالعدد الكبير للتراخيص الممنوحة حتى إعداد هذه المادة، متوقعًا أن تنخفض عدد التراخيص مع شدة المنافسة.
