الخميس, 8 مايو 2025 08:31 PM

زيارة الشرع إلى فرنسا: هل تفتح باريس الأبواب أمام حل سياسي في سوريا؟

زيارة الشرع إلى فرنسا: هل تفتح باريس الأبواب أمام حل سياسي في سوريا؟

أثارت زيارة رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، إلى فرنسا، اهتماماً واسعاً في الأوساط السياسية، كونها أول زيارة له إلى أوروبا. ومع ذلك، كانت الزيارة محاطة بضوابط، تجلت في تصريح وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، الذي أكد أن بلاده لن تقدم "شيكاً على بياض" لسوريا، وأنها ستحكم عليها بناءً على أفعالها.

أشار موقع إخباري إلى أن باريس تعتقد أنها قادرة على لعب دور في سوريا، بعد قطع علاقاتها مع نظام الأسد في 2012 ورفض استئنافها حتى بعد تراجع المعارضة المسلحة. تقليدياً، دعمت فرنسا معارضة علمانية في المنفى وقوات كردية في شمال شرق سوريا، حيث تتواجد قوات خاصة فرنسية.

خلال الأشهر القليلة الماضية، لعبت فرنسا دور الوسيط بين الشرع والأكراد، في ظل تقليص الولايات المتحدة لوجودها وتطلع الرئيس السوري الجديد لإعادة المنطقة إلى سيطرة دمشق المركزية.

نقلت صحيفة عن الباحث السوري الفرنسي، الدكتور شارل مهند ملك، قوله إن فرنسا هي أول دولة في أوروبا ومجلس الأمن تفتح الباب أمام الرئيس الشرع. وأوضح أن فرنسا ترى في دعم الاستقرار في سوريا ضرورة لاستقرارها، وأن سقوط الدولة الحالية سيهيئ لعودة التنظيمات المتشددة، خاصة وأن فرنسا كانت من أكثر الدول تضرراً من تنظيم الدولة الإسلامية عام 2015.

يرى ملك أن فرنسا تعتبر الرئيس المؤقت أحمد الشرع حلاً ممكناً، وتريد منحه فرصة لإثبات نواياه بقيادة دولة مسالمة للجوار، حامية للأقليات، ومساهمة في بناء المنطقة ومحاربة المخدرات. كما تسعى فرنسا، بالتعاون مع شركائها في المنطقة، وعلى رأسهم قطر، لدعم الدولة بكل قوة، وتأمل في أن تكون جزءاً من حركة إعادة الإعمار.

أكد مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، أن فرنسا تحتاج إلى استعادة نفوذها الذي فقدته في سوريا بقطع العلاقات مع بشار الأسد. وبقيادتها للجهود الأوروبية تجاه سوريا في ظل التردد الأمريكي، تسعى باريس إلى لعب دور مؤثر سياسياً على السلطات في دمشق والعملية الانتقالية، من خلال الدعم الاقتصادي والسياسي.

أضاف عبد الغني أن استقبال فرنسا للرئيس السوري سيعني أن عدداً كبيراً من الدول الأوروبية ستتبعها، خاصة ألمانيا، اللتين تقودان الاتحاد الأوروبي.

ناقشت الزيارة ملفات عدة، أبرزها حماية الأقليات وإعادة الإعمار ورفع العقوبات، والهجمات الإسرائيلية على سوريا. وأكد الشرع خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وجود مفاوضات غير مباشرة بين بلاده و"إسرائيل" عبر وسطاء لتهدئة الأوضاع، مع استمرار الغارات الإسرائيلية على سوريا.

تحدث الشرع أيضاً عن مستقبل المقاتلين الأجانب في سوريا، موضحاً أنهم جاؤوا فرادى لدعم الشعب السوري خلال الثورة، وأن الحكومة السورية تضمن ألا يشكلوا خطراً على الدول المجاورة أو بلدانهم الأصلية.

وحول إمكانية منح الجنسية للمقاتلين الأجانب، أوضح الرئيس الشرع أن الدستور السوري سيحدد من يحق له الحصول على الجنسية من المقاتلين الأجانب وعائلاتهم.

يذكر أن الشرع التقى في قصر الإليزية الفرنسي إيمانويل ماكرون، في أول زيارة أوروبية له.

مشاركة المقال: