الثلاثاء, 13 مايو 2025 12:56 AM

حلب تواجه تفشي اللاشمانيا بسبب تراكم القمامة: السكان يشتكون والإصابات تتزايد

حلب تواجه تفشي اللاشمانيا بسبب تراكم القمامة: السكان يشتكون والإصابات تتزايد

يشهد حي باب النيرب وأحياء شرقية أخرى في حلب ارتفاعًا مقلقًا في إصابات اللاشمانيا، المعروفة محليًا بـ "حبة حلب". يأتي هذا في ظل استمرار تراكم القمامة والأنقاض، وغياب حلول فعالة لمعالجة أسباب المرض.

على الرغم من توفر العلاج المجاني، يعاني السكان من ضعف الخدمات الطبية، وازدحام المراكز الصحية، وتكرار الإصابة بعد الشفاء.

حسين المحمد، من سكان حي المرجة، يصف انتشار المرض داخل عائلته قائلًا: "لدينا مشكلة كبيرة مع حبة اللاشمانيا، فجميع أفراد عائلتي الستة مصابون. العلاج متوفر، لكن الإصابة تعود بسبب القمامة في الشوارع". وأشار إلى أن بعض أطفاله يعانون من المرض منذ ثلاث سنوات دون شفاء.

عمر طه العلي، من سكان باب النيرب، يؤكد الإهمال المستمر في ترحيل النفايات، مما يجعل الإصابة مزمنة رغم العلاج: "منذ 12 عامًا لم يتم ترحيل القمامة من حيّنا. الحي مدمّر، والبيئة مهيأة لتكاثر ذبابة الرمل".

سليم محمد الكريم، مختار حي المرجة، يوضح أن عدد العائلات المصابة تجاوز 50 عائلة بسبب انتشار القمامة، مطالبًا بحلول دائمة من السلطات المحلية، مثل توفير حاويات وجمع القمامة بانتظام.

من جانبه، أوضح سامر عدل، مدير برنامج اللاشمانيا في مديرية صحة حلب، أن المرض مرتبط بالبيئة الملوثة: "اللاشمانيا مرض جلدي بيئي، وينتشر في المناطق المليئة بالأنقاض ومخلفات الحيوانات والقمامة. يسببه طفيلي تنقله أنثى ذبابة الرمل".

أضاف عدل أن عام 2024 شهد تسجيل نحو 28,800 إصابة جديدة، مع شفاء 12 ألف حالة. وأشار إلى أن محافظة حلب أنشأت مركزًا متخصصًا في حي صلاح الدين لعلاج اللاشمانيا، بالإضافة إلى 52 مركزًا صحيًا آخر.

أكد عدل أن العلاج متاح مجانًا، ويشمل الحقن الموضعي أو التبريد بالأزوت السائل. كما أوضح أن المرض لا ينتقل بالتلامس، بل فقط عبر لسعة ذبابة الرمل، وأن المديرية تنفذ حملات رش دورية وتثقيف صحي.

أشار عدل إلى أن الفرق الجوالة التابعة للمديرية تنفذ جولات ميدانية للمعالجة والتثقيف، خاصة في المناطق الريفية، مؤكدًا أن أبرز أماكن انتشار المرض هي الأحياء المتضررة بشدة والتي لم تُرفع منها الأنقاض أو النفايات.

مشاركة المقال: