الأربعاء, 30 أبريل 2025 05:09 PM

تدهور أنشطة المركز الثقافي الإيراني في دير الزور وسط رفض شعبي متزايد وفساد داخلي

تدهور أنشطة المركز الثقافي الإيراني في دير الزور وسط رفض شعبي متزايد وفساد داخلي
تشهد أنشطة المركز الثقافي الإيراني في دير الزور تراجعًا كبيرًا منذ يونيو الماضي، إذ تقلّصت عملياته إلى حوالي 20% فقط من طاقته المعتادة. يعود هذا التراجع إلى جملة من الأسباب، من بينها تقلص التمويل، الرفض الشعبي المتزايد، الفساد الداخلي، والمخاطر الأمنية المحيطة بالمركز ورواده. ## **أسباب تدهور المركز** **نقص التمويل**: يعد التمويل العامل الأبرز وراء التراجع، خاصةً أن عائدات المركز تعتمد جزئيًا على تجارة المخدرات التي يديرها الحرس الثوري الإيراني. وقد تلقّت هذه الأنشطة ضربات شديدة أدت إلى انخفاض الإيرادات. كما أثّر إغلاق المدارس والجامعات خلال الصيف على تقليص الأنشطة المرتبطة بهذه التجارة، مما أدى إلى تأخر أو تقليص الرواتب للموظفين، وخاصة السوريين. **الرفض الشعبي**: يواجه المركز رفضًا واسع النطاق في المجتمع المحلي، حيث يُنظر إليه كواجهة للتغلغل الإيراني وتجنيد العملاء. وقد أدى هذا إلى انخفاض الإقبال على أنشطته بشكل ملحوظ. رغم محاولات الإدارة تحسين الصورة بإجبار الموظفين على حضور أنشطة المركز مع عائلاتهم، إلا أن النتائج كانت محدودة. **الفساد الداخلي وسوء الإدارة**: تعرّضت إدارة المركز لهزات قوية بسبب الفساد وسوء الإدارة. جاء اعتقال المدير السابق بتهمة التجسس كأحد العوامل التي عززت حالة التدهور. كما تلاحق الاتهامات بالفساد العديد من الموظفين، وتجد الإدارة الحالية صعوبة في استعادة السيطرة على الوضع. **المخاطر الأمنية**: يُعتبر المركز هدفًا محتملاً للهجمات بسبب ارتباطه بالميليشيات الإيرانية. استُهدفت المنطقة المحيطة بالمركز عدة مرات، مما زاد من مخاوف السكان وأدى إلى عزوفهم عن الاقتراب منه. ## **محاولات لإعادة تنشيط المركز** تحت ضغط القيادة الإيرانية، حاولت إدارة المركز استعادة نشاطها عبر تقديم وعود بزيادة الرواتب، لكنها قوبلت بشروط صارمة مثل المشاركة في الحراسة وحضور دورات تعليم الفارسية والفقه الشيعي. هذا دفع الكثير من الموظفين للامتناع عن الالتزام بهذه الشروط إما رفضًا صريحًا أو نتيجة الشعور بالإحباط. ## **مستقبل غامض** في ظل استمرار التدهور الشديد وتصاعد المقاومة المجتمعية، يواجه المركز الثقافي الإيراني في دير الزور مستقبلًا غامضًا. قد تضطر القيادة الإيرانية إلى تقديم دعم مالي كبير أو تنشيط أنشطة غير مشروعة لتعويض الفاقد. ومع ذلك، يبقى دور المجتمع المحلي في مقاومة هذا النفوذ عاملاً حاسمًا في تحديد مصير المركز.
مشاركة المقال: