أعلنت وزارة الخارجية السورية عن قرارها باستدعاء سفيريها في روسيا والسعودية إلى الإدارة المركزية في دمشق، في خطوة مفاجئة أثارت التساؤلات حول دوافعها وتداعياتها المحتملة.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر مسؤول في الخارجية السورية قوله إن وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، أصدر قرارًا بإعادة سفير سوريا في روسيا بشار الجعفري، والسفير السوري في السعودية أيمن سوسان، إلى الإدارة المركزية بدمشق.
وأوضح المصدر أن هذا الإجراء يأتي في إطار حركة التغييرات الدبلوماسية التي بدأت مؤخرًا، دون تحديد ما إذا كانت تشمل مناصب أخرى في السلك الدبلوماسي. وأشار إلى أن شؤون السفارتين في موسكو والرياض ستُدار من قبل القائمين بالأعمال، لحين صدور التعيينات الرسمية من قبل رئيس الجمهورية لتسمية بدلاء في المنصبين خلال الفترة المقبلة.
من هو بشار الجعفري؟
بشار الجعفري، الذي نُقل من سفارة سوريا في موسكو، بدأ مسيرته في وزارة الخارجية السورية عام 1980، وتدرج في عدة مناصب دبلوماسية. شغل مناصب في باريس وإندونيسيا، وتولى منصب مدير إدارة المنظمات الدولية في وزارة الخارجية بدمشق، ثم أصبح الممثل الدائم لسوريا لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، ثم في نيويورك. لاحقًا، عُيّن نائبًا لوزير الخارجية، قبل أن يُنقل إلى موسكو سفيرًا.
عقب سقوط الأسد، قال الجعفري في لقاء مع أفراد من الجالية السورية في روسيا، إن دعوة الجالية هي للاحتفال بالتغيير وانتصار إرادة الشعب السوري في إسقاط عهد الظلم وبداية عهد جديد يدعو للتفاؤل بغد مشرق. وأضاف أنه في سوريا لم يكن هناك نظام، ولو كان هناك نظام لدافع عن نفسه، معتبرًا أن ما كان موجودًا هو منظومة فساد رهنت مصالح البلد لخدمة مآربها الشخصية.
من هو أيمن سوسان؟
أيمن سوسان عُيّن سفيرًا لسوريا لدى السعودية في 6 من كانون الثاني 2023، وأدى اليمين القانونية أمام الرئيس المخلوع بشار الأسد. قبل تعيينه في الرياض، شغل سوسان منصب معاون وزير الخارجية والمغتربين منذ عام 2014، كما كان سفيرًا لسوريا لدى بلجيكا والاتحاد الأوروبي حتى عام 2012، ويحمل شهادة الدكتوراة في العلاقات الدولية.
يأتي نقل سفيري سوريا في موسكو والرياض بعد ساعات من تداول أنباء عن إبلاغ واشنطن البعثة السورية في نيويورك بتغيير وضعها القانوني من بعثة دائمة لدولة عضو لدى الأمم المتحدة، إلى بعثة لحكومة غير معترف بها من قبل الولايات المتحدة. وعلّق مصدر مسؤول في وزارة الخارجية لوكالة "سانا" بأن الإجراء المتعلق بتعديل الوضع القانوني للبعثة السورية في نيويورك هو إجراء تقني وإداري بحت، يرتبط بالبعثة السابقة، ولا يعكس أي تغيير في الموقف من الحكومة السورية الجديدة.
وأكد المصدر أنه يتم العمل حاليًا على مراجعة شاملة لوضع البعثات السورية في الخارج، وسيتم الإعلان قريبًا عن قرارات جادة تتعلق بإعادة ترتيبها وتنظيمها، بما يعكس تطلعات السوريين، ويعزز حضور البعثات على الساحة الدولية، وبما يضمن كفاءة الأداء ووضوح التمثيل السياسي.
