الأربعاء, 14 مايو 2025 03:36 PM

بعد أسابيع من القصف: الحوثيون يتواصلون مع حلفاء أمريكا لوقف إطلاق النار في اليمن

بعد أسابيع من القصف: الحوثيون يتواصلون مع حلفاء أمريكا لوقف إطلاق النار في اليمن

دمشق – نورث برس

أفاد أربعة مسؤولين أميركيين لوكالة “رويترز” بأن المخابرات الأميركية رصدت، قبل أيام من اتفاق وقف إطلاق النار المفاجئ بين الولايات المتحدة والحوثيين، مؤشرات على سعي الجماعة اليمنية إلى مخرج بعد سبعة أسابيع من القصف الأميركي.

والثلاثاء الماضي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف الغارات على الحوثيين في اليمن، بعد إبلاغ الحوثيين واشنطن بأنهم “لا يريدون القتال بعد الآن”.

وقال اثنان من المسؤولين إن قادة الحوثيين بدأوا التواصل مع حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط خلال عطلة نهاية الأسبوع الأول من أيار/مايو.

وقال أحد المصادر للوكالة، مشترطاً عدم الكشف عن هويته لسرده مناقشات داخلية بشأن معلومات استخباراتية لم تنشر من قبل: “بدأنا نتلقى معلومات استخباراتية تفيد بأن الحوثيين لم يعد بإمكانهم التحمل أكثر من ذلك”.

وتوضح مقابلات مع مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين ومصادر دبلوماسية وخبراء آخرين كيف توقفت فجأة في السادس من أيار/مايو حملة كانت القيادة المركزية للجيش الأميركي تتصور في السابق أنها قد تمتد لمعظم أوقات العام الجاري، وذلك بعد 52 يوماً، مما سمح للرئيس دونالد ترامب بإعلان الانتصار قبل توجهه إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع.

ومنذ تشرين الثاني/نوفمبر 2023، عطل الحوثيون حركة التجارة بشن مئات الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ على سفن في البحر الأحمر، زاعمين أنهم يستهدفون سفناً مرتبطة بإسرائيل تضامناً مع الفلسطينيين خلال حرب غزة.

وأفاد مصدران بأن إيران لعبت دوراً مهماً في تشجيع الحوثيين المتحالفين معها على التفاوض، وذلك في الوقت الذي تمضي فيه طهران في محادثاتها الخاصة مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي الرامية إلى إنهاء العقوبات الأميركية التي تقوضها والحيلولة دون تنفيذ ضربة عسكرية من الولايات المتحدة أو إسرائيل.

لكن الإعلان الفعلي لاتفاق وقف إطلاق النار أبرز مدى سرعة إدارة ترامب في التحرك بناء على المعلومات المخابراتية الأولية للتوصل إلى ما كان يبدو في آذار/مارس أمراً غير وارد على المدى القصير بالنسبة لكثير من الخبراء، وهو إعلان الحوثيين توقفهم عن ضرب السفن الأميركية.

وقال مسؤول إسرائيلي ومصدر مطلع إن نهج ترامب غير التقليدي كان من شأنه تجاوز إسرائيل الحليف الوثيق للولايات المتحدة التي لا يشملها الاتفاق والتي لم يتم حتى إبلاغها مسبقاً.

ولم يكن الحوثيون وحدهم الذين يشعرون بالضغط، فحملة القصف كانت مكلفة أيضاً للولايات المتحدة التي استهلكت ذخائر وخسرت طائرتين وعدداً من الطائرات المسيرة.

وقال أحد المسؤولين إن وزير الدفاع بيت هيجسيث بعد أن تلقى المعلومات بشأن الحوثيين في أوائل أيار/مايو، بادر بعقد سلسلة من الاجتماعات في البيت الأبيض صباح الاثنين، وخلص إلى وجود فرصة سانحة مع المقاتلين المتحالفين مع إيران.

وقال مسؤولان أميركيان لرويترز إن مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي كان يقود بالفعل المفاوضات الأميركية بشأن البرنامج النووي الإيراني، كان يعمل من خلال وسطاء عمانيين وأجرى محادثات غير مباشرة مع كبير مفاوضي الحوثيين والمتحدث باسمهم محمد عبد السلام.

وقال أحد المسؤولين أن عبد السلام كان بدوره على اتصال بزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي.

وقال أحد المسؤولين إنه تم التوصل إلى اتفاق إطاري في وقت لاحق من يوم الاثنين، وبحلول يوم الثلاثاء السادس من أيار/مايو، كان ترامب مستعداً لإعلان الاتفاق، معلناً استسلام الحوثيين.

وقال لصحفيين “قالوا من فضلكم توقفوا عن قصفناً مجدداً ولن نهاجم سفنكم”.

وعند سؤاله عما توصلت إليه رويترز، قال عبد السلام إن الجماعة كانت تتواصل عبر سلطنة عمان فقط، ووافقت على وقف إطلاق النار لأن رد الحوثيين على الولايات المتحدة كان موقفاً دفاعياً.

وأضاف: “إذا أوقفوا عدوانهم سنوقف ردنا”، رافضاً الإدلاء بمزيد من التصريحات، ولم يرد متحدث باسم ويتكوف بعد على طلب للتعليق.

تحرير: محمد القاضي

مشاركة المقال: