لقي القرار الأمريكي برفع العقوبات عن سوريا ترحيباً واسعاً من الشعب السوري والدول العربية والإقليمية، وسط حالة من الارتياح والتفاؤل بمستقبل المنطقة.
رحّبت وزارة الخارجية والمغتربين السورية بالخطوة، مؤكدةً أنها ستنهي معاناة الشعب المتضرر من العقوبات التي عرقلت تعافي الاقتصاد وإعادة إعمار البلاد.
مهّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإعلان رفع العقوبات بتغريدة أثارت اهتمام وكالات الأنباء الدولية، واصفاً الإعلان بأنه "مهم للغاية" للمنطقة.
أفادت الصحفية كارولين ليفيت أن ترامب شجع الرئيس أحمد الشرع على "القيام بشيء تاريخي" لخدمة الشعب السوري.
اجتمع ترامب مع الرئيس الشرع في الرياض بحضور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان (عبر الفيديو)، ووزيري خارجية البلدين.
يرى مراقبون أن حضور الزعماء السعودي والتركي يعكس جهودهم لدعم القيادة السورية الجديدة وتعافي سوريا، حيث بات استقرارها مصلحة إقليمية.
قادت السعودية وقطر وتركيا جهوداً دبلوماسية لإقناع الولايات المتحدة برفع العقوبات بهدف إنجاح المرحلة الانتقالية وتثبيت الأمن والاستقرار وإعادة الإعمار.
يرى مراقبون أن لقاء ترامب بالرئيس السوري مرتبط بالتطورات بعد سقوط الأسد وهزيمة إيران، وسعي الرياض لتحجيم نفوذ طهران.
ترحيب عربي
فور الإعلان، صدرت مواقف مرحبة من عواصم عربية مثل قطر والكويت والبحرين والأردن وفلسطين واليمن ولبنان وليبيا.
أشادت الخارجية القطرية بالقرار واعتبرته خطوة نحو دعم الاستقرار والازدهار في "سوريا الجديدة"، مثمنة جهود السعودية وتركيا.
أكدت الكويت أن الخطوة تدعم الاستقرار والتنمية في سوريا، مشيدة بجهود السعودية.
بعث ملك البحرين ببرقية تهنئة للرئيس الشرع، معتبراً الخطوة استجابة لمساعي ولي العهد السعودي.
رحبت الخارجية الأردنية بالقرار واعتبرته خطوة مهمة في طريق إعادة بناء سوريا.
أكد رئيس الوزراء اللبناني أن القرار سيكون له انعكاسات إيجابية على لبنان والمنطقة، وشكر السعودية.
وصفت الخارجية اليمنية الخطوة بأنها بادرة إيجابية وأشادت بجهود السعودية.
اعتبرت الخارجية الليبية إعلان ترامب تحولاً نحو إعادة دمج سوريا في محيطها الإقليمي والدولي.
رحبت الرئاسة الفلسطينية بالخطوة، معربة عن أملها في استعادة سوريا لعافيتها واستقرارها.
صفقات تجارية ضخمة
يرى المتابعون أن إقناع ترامب بالقرار ارتبط بالإغراءات المادية، حيث عقدت صفقات هامة في الرياض، وتعهدّت السعودية باستثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة.
قدمت الدوحة طائرة رئاسية فاخرة لترامب بقيمة 400 مليون دولار، بالإضافة لاتفاقات اقتصادية.
العقوبات الأمريكية على سوريا تمتد لعقود، وبدأت منذ عهد حافظ الأسد، وتفاقمت في عهد بشار الأسد.
يعكس ارتفاع سعر صرف الليرة السورية أهمية القرار على الوضع المعيشي، واعتبره وزير الخارجية السورية حدثاً محورياً إيجابياً.