تشهد مدينة بانياس الساحلية في سوريا تعافيًا تدريجيًا بعد فترة صعبة من التحديات الأمنية والاقتصادية التي أثرت بشكل كبير على حياة السكان والخدمات الأساسية. مع عودة بعض الأهالي من القرى المجاورة، تظهر بوادر إيجابية على الرغم من استمرار بعض المخاوف والصعوبات.
مصطفى أبو العمار، عضو اللجنة الخدمية في المدينة، صرح لمنصة إخبارية بأن الحركة داخل الدوائر الحكومية بدأت تعود ببطء. وأشار إلى جهود تبذل لطمأنة الأهالي من خلال تأكيدات من الأمن العام وشيوخ المنطقة لتشجيعهم على العودة إلى الحياة الطبيعية.
على الرغم من وجود بعض الحواجز الأمنية لتأمين المنطقة، إلا أنها لا تعيق حركة المواطنين أو تؤثر على حياتهم اليومية بشكل مباشر. وتشهد أسواق بانياس عودة تدريجية للنشاط التجاري مع استقرار نسبي في أسعار السلع. ومع ذلك، يظل سعر صرف الليرة السورية عاملاً رئيسيًا في تحديد الأسعار، حيث لوحظ ارتفاع طفيف في بعض المواد الأساسية.
فيما يتعلق بالإيجارات، شهدت أحياء مثل القصور والمروج انخفاضًا ملحوظًا في الأسعار، حيث يبلغ متوسط الإيجار الشهري حوالي 500 ألف ليرة سورية. ومع ذلك، فضل معظم المستأجرين مغادرة المنازل والتوجه إلى القرى المجاورة بسبب الظروف الأمنية السابقة.
لم تشهد أسعار المواصلات داخل المدينة تغييرًا كبيرًا، حيث تبلغ تكلفة التنقل بين الكراج القديم والكراج الجديد حوالي 1000 ليرة سورية للراكب الواحد. هذا الاستقرار النسبي في قطاع النقل يعكس تحسنًا في الخدمات الأساسية، مما يسهل حركة المواطنين.
اجتماعيًا، تُبذل جهود كبيرة لدعم المتضررين من الأحداث الأخيرة في الساحل السوري. أطلق مجلس مدينة بانياس ومحافظ طرطوس مبادرات لتقديم دعم مالي للعائلات التي تضررت ممتلكاتها أو فقدت مصادر دخلها. بالإضافة إلى ذلك، تقدم منظمات إنسانية وحركات مدنية مساعدات طبية وإغاثية، بما في ذلك مواد تموينية وسلال غذائية، لتحسين الظروف المعيشية للمواطنين.
في خطوة تهدف إلى تحسين الخدمات، عقد عمر منصور، مسؤول منطقة بانياس، اجتماعًا مع رؤساء البلديات لمناقشة المشاريع التنموية وتعزيز التعاون بين الجهات المعنية. كما زار معاون وزير الاتصالات وتقانة المعلومات، السيد عماد الدين حمد، فرع بريد بانياس للاطلاع على سير العمل ومناقشة سبل تحسين الخدمات البريدية.
وفي القطاع الصحي، عُقد اجتماع بين إدارة مستشفى بانياس الوطني والمشرف الوزاري للصحة في محافظة طرطوس، الدكتور علاء برهوم، ومسؤول منطقة بانياس، عمر منصور، لبحث آليات تطوير العمل وتنسيق الجهود لتحسين الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، مما يؤكد أهمية هذا القطاع في تعزيز استقرار المدينة.
بانياس تعيش مرحلة انتقالية تشهد تحسنًا تدريجيًا في مختلف القطاعات الخدمية، مع استمرار الجهود لتجاوز التحديات الأمنية والاقتصادية. وبينما تعود الحياة تدريجيًا إلى طبيعتها، تظل الحاجة قائمة لمزيد من الدعم الحكومي والمجتمعي لتحقيق استقرار مستدام وتنمية شاملة في المدينة.