سامر ياسين – الحسكة
يتطلع سكان الحسكة وريفها الشمالي، خاصةً تل تمر، إلى عودة محطة علوك، المصدر الوحيد لمياه الشرب، بعد اتفاق دمشق بين الرئيس الانتقالي أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي. الاتفاق الذي تم في العاشر من آذار/ مارس، تضمن تشكيل لجان مشتركة لحل النقاط العالقة وتنفيذ بنوده.
تعتمد مدينة الحسكة وبلدة تل تمر والقرى والبلدات المجاورة، بالإضافة إلى مخيمات النازحين من شمال الحسكة، بشكل كامل على مياه محطة علوك الواقعة شرق مدينة رأس العين (سري كانيه). لكن منذ أواخر عام 2019، تسيطر تركيا وفصائل موالية لها على المحطة، مما أدى إلى حرمان مستمر لسكان المنطقة من المياه.
على مدار أربع سنوات، قطعت تركيا والفصائل التابعة لها مياه علوك أكثر من 28 مرة، رغم الوساطات والجهود الإنسانية، بما في ذلك تدخل اليونيسف. وفي حزيران/ يونيو 2023، توقف ضخ المياه بشكل كامل، وأعلنت الإدارة الذاتية الحسكة "مدينة منكوبة".
بدائل غير مجدية
محمد الشيخ صالح (46 عامًا)، من سكان تل تمر، يشتكي من استمرار انقطاع المياه واضطراره لاستخدام مياه الآبار غير الصالحة للشرب. يؤكد أن المياه مالحة ومرّة ومليئة بالشوائب، مما يجعلها غير مناسبة للاستخدام البشري.
بعد فقدان الأمل في إعادة تشغيل علوك، حفر العديد من السكان آبارًا ارتوازية سطحية، لكن مياهها غير صالحة للشرب. يقول الشيخ صالح: "نقوم بتعبئة خزان المياه النظيفة ثلاث مرات شهريًا بتكلفة تتجاوز 40 ألف ليرة سورية في كل مرة، مما يزيد العبء المالي علينا ويحرمنا من شراء احتياجات أخرى".
يضيف: "متفائلون بالاتفاقيات والمباحثات ونتمنى أن تؤدي إلى حلول شاملة، وعلى رأسها مشكلة مياه الشرب".
هنيف العلي (63 عامًا)، من تل تمر، تظهر التشققات على يديها بسبب استخدام مياه الآبار المالحة. تشتكي من التكاليف الباهظة لشراء المياه النظيفة، قائلة: "مالنا قدرة على شراء المي بشكل مستمر بس مجبورين".
وتضيف: "نحن فقط بحاجة إلى مياه صالحة للشرب. حرماننا من المياه يؤثر على الصحة والنظافة العامة، خاصة في هذا الوضع الاقتصادي الصعب". وتختتم: "نتأمل أن تعود محطة علوك للعمل وتغذي المنطقة بالمياه".
آمال بحلول عاجلة
محمود الخلف (33 عامًا)، من تل تمر، يحسب تكاليف تعبئة خزانات المياه، والتي تصل إلى 40 ألف ليرة شهريًا. يقول: "لو كانت المياه متوفرة مجانًا، لكانت هذه النقود ساعدتنا في شراء احتياجات أخرى".
ويتابع الأخبار حول إصلاح محطات المياه في مناطق أخرى، معربًا عن أمله في أن تصل المياه إلى منطقته بعد الاتفاقيات الجديدة. ويضيف: "المياه التي تصلنا غير صالحة للشرب، وهذا يؤثر على الأطفال والمسنين. طفلي يعاني من أمراض في الكلى بسبب شرب مياه غير صالحة".
يتأمل محمود أن تعود المياه إلى مجاريها في ظل المبادرات والتفاهمات بين الحكومة السورية والإدارة الذاتية، مطالبًا بحل سريع لمشكلة علوك أو إيجاد بديل لها.
يذكر أن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) أعلنت عن تشكيل لجنة لتمثيل شمال شرق سوريا في الحوار مع دمشق، وذلك بعد استقبال مظلوم عبدي وحسين السلامة، رئيس اللجنة الحكومية المكلفة بإتمام الاتفاقية بين قسد والحكومة السورية.
وضمت اللجنة كل من؛ فوزة يوسف، عبد حامد المهباش، احمد يوسف، سنحريب برصوم، سوزدار حاجي، والمتحدثين باسم اللجنة هما مريم إبراهيم وياسر سليمان.
تحرير: خلف معو