الأمم المتحدة: دمشق أمام فرصة لإثبات التزامها بسلامة اللاجئين العائدين من لبنان

صرح "فيليبو غراندي"، مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن الأحداث الجارية تشكل فرصة سانحة أمام الحكومة السورية لإثبات التزامها بضمان سلامة اللاجئين العائدين من لبنان، وتمكينهم من العودة إلى منازلهم أو إلى الأماكن التي يختارون الاستقرار فيها. جاء هذا التصريح خلال زيارة غراندي للعاصمة اللبنانية، حيث أعرب عن ارتياحه لإعلان دمشق استعدادها لاستقبال جميع العائدين من لبنان باحثين عن الأمان. كما وجه دعوة إلى كافة الأطراف المتورطة في النزاعات، بما في ذلك المؤثرون عليهم، لإنهاء "المذبحة" الجارية في كل من غزة ولبنان.
وعبّر غراندي عن قلقه إزاء القصف الإسرائيلي لمعبر "المصنع" الحدودي بين لبنان وسوريا، مشيراً إلى أن هذا العمل يمثل عائقاً كبيراً أمام عمليات العبور المستمرة للنازحين. وأفادت تقارير إعلامية أن غراندي التقى خلال زيارته عدداً من اللاجئين السوريين الذين نزحوا إلى بيروت.
في سياق متصل، بعث رئيس الائتلاف الوطني السوري "هادي البحرة" برسالة إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية "نجيب ميقاتي"، طالب فيها بتحمل مسؤولياته تجاه اللاجئين السوريين والتوقف عن السياسات التمييزية التي تمارسها السلطات اللبنانية ضدهم. وأوضح البحرة في رسالته أن تصريحات ميقاتي الأخيرة حول الأعباء التي يتحملها لبنان نتيجة النزوح السوري، تغفل عن حقيقة توافد آلاف اللبنانيين يومياً إلى سوريا واستقبالهم رغم التحديات التي تواجهها البلاد منذ أكثر من عقد.
وأكد البحرة على ضرورة أن تظهر الحكومة اللبنانية قدراً من المسؤولية والإنسانية في التعامل مع اللاجئين السوريين، معتبراً أن التهجم على هذه الفئة الضعيفة التي هربت من الحرب والعنف يزيد من معاناتها. وأضاف أن الميليشيات اللبنانية، التي شاركت النظام السوري في انتهاك حقوق السوريين، لا تزال تواصل ممارساتها القمعية، وهو ما زاد من تعقيد الأزمة الإنسانية وتفاقم معاناة المهجرين.
وأشار البحرة إلى أن صمت الحكومات اللبنانية المتعاقبة عن هذه التصرفات ساهم في جرّ لبنان إلى أزمات إنسانية متزايدة، وشدد على ضرورة تحميل إيران مسؤولية تقديم المساعدات الإنسانية ودعم اللاجئين، كونها شريكة في التحالف الذي تسبب في المأساة الإنسانية في سوريا ولبنان. وأعرب البحرة عن رفضه للأعمال العسكرية العدائية من أي جهة، وطالب مجلس الأمن باتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين من جميع الانتهاكات.
كما دعا البحرة الحكومة اللبنانية إلى التوقف عن السياسات التي تعيق عمل المنظمات الإنسانية، سواء السورية أو الدولية، ومطالبة الأمم المتحدة بوضع خطة طارئة لتقديم المساعدات الضرورية لكل من اللاجئين السوريين والنازحين اللبنانيين.