بدأت فرق فنية عمليات الصيانة والتأهيل في سد "تشرين" بريف مدينة منبج شمالي سوريا، بهدف استئناف عملياته وتوليد الكهرباء. وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن فرق الصيانة، القادمة من منبج شرقي حلب وسد "الفرات"، باشرت بإصلاح الأعطال الفنية لإعادة تشغيل محطة التحويل بشكل كامل وآمن.
أفاد مصدر لـ"سانا" بأن السد جاهز فنيًا، بينما تتواصل أعمال الصيانة في محطة التحويل لضمان جاهزيتها التامة. يقع سد "تشرين" على نهر الفرات شمالي سوريا، على بعد 115 كيلومترًا من حلب و80 كيلومترًا من الحدود التركية، ويتبع إداريًا لمدينة منبج.
بدأ السد العمل في عام 1999، بتكلفة بناء بلغت حوالي 22 مليار ليرة سورية. يهدف السد إلى توليد الطاقة الكهربائية وتوفير مياه الري والشرب لمناطق واسعة في الشمال السوري، مما يجعله شريان حياة أساسيًا للسكان والزراعة. يضم السد محطة كهرومائية بست مجموعات توليد، بقدرة كل منها 105 ميغا واط، وبإجمالي قدرة للمحطة يبلغ 630 ميغا واط.
في كانون الأول 2015، سيطرت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) على السد بعد معارك ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، بدعم من التحالف الدولي. وفي نهاية عام 2018، عاد النظام السوري للسيطرة على سد "تشرين" ضمن اتفاق مع "قسد"، وانتشرت قواته ضمن ما سمي بـ"اتفاق منبج".
بعد الاتفاق، تقاسم النظام و"قسد" إدارة شؤون السد، وتكررت حالات توقفه عن العمل بسبب انخفاض منسوب مياه الفرات. تعرض سد "تشرين" لقصف متكرر من الجيش التركي، الذي يساند فصائل "الجيش الوطني السوري" في معاركها ضد "قسد"، مما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين.
يعتبر سد "تشرين" خط مواجهة عسكرية بين "الجيش الوطني" و"قسد"، وما زالت الاشتباكات مستمرة بشكل متقطع، على الرغم من توقيع "قسد" اتفاقات مع الحكومة في دمشق. تشن تركيا هجمات متكررة ضد "قسد" التي تعتبرها أنقرة فرع حزب "العمال الكردستاني" في سوريا. تحذر "قسد" من انهيار السد بسبب العمليات العسكرية، وتطالب دمشق بالتدخل وفرض هدنة وإيقاف المعارك.