الإثنين, 19 مايو 2025 02:10 AM

إعادة إحياء خط القطار بين دمشق والأردن: تحديات الفساد والإهمال تعيق التشغيل

إعادة إحياء خط القطار بين دمشق والأردن: تحديات الفساد والإهمال تعيق التشغيل

كشف المدير العام للمؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي، محمد العجمي، عن أن خط القطار الممتد من الحدود الأردنية السورية إلى محطة القدم في دمشق غير جاهز للعمل حالياً.

وفي تصريح لصحيفة "الوطن"، أكد العجمي أن المؤسسة عانت من الفساد والإهمال لسنوات طويلة، مشيراً إلى أن عربات الخط الحجازي متوقفة منذ عام 2004، على الرغم من صرف مبالغ طائلة على صيانتها وتجديدها، والتي تبين أنها كانت أعمالاً وهمية على الورق فقط.

وأضاف أن آخر رحلة عبر الخط كانت في عام 2010، وبعدها واجه الخط مشاكل كبيرة بسبب تفجير الجسور وقصفها وتضرر العربات، بالإضافة إلى توقف الجانب الأردني عن الوصول إلى سوريا في ذلك العام. ومنذ ذلك الحين، لم يتم إجراء أي صيانة حقيقية للخط، رغم صرف مبالغ هائلة على صيانات وهمية بمئات الملايين.

وأوضح أنه من خلال مراجعة الموازنات، تبين وجود أرقام مرصودة لصيانة الخطوط تم صرفها ولكن لم يتم تنفيذها.

وعن عمليات صيانة الخط بعد التحرير، قال المدير العام: "قمنا بإرسال لجان لتقدير الأضرار وتبين أنها كبيرة جداً، حيث تم فقدان أجزاء من عناصر التثبيت الأساسية للسكة، والأضرار طالت مسافة 40 كم من أصل 132 كم طول السكة من دمشق إلى الحدود الأردنية. نحن اليوم أمام تحدٍ كبير في إعادة تأهيل الخط، نظراً للخصوصية الفنية وعدم توافر القطع والمواد الأولية، ونعمل على إيجاد الحلول لتلك المعضلات."

وأضاف: "في المرحلة القادمة سيتم وضع خطة عمل لإجراء التأهيل، وهي عبارة عن انطلاق ورشات الصيانة من دمشق لصيانة الخط كمرحلة أولى، أما المحطات فتأتي صيانتها تباعاً. هذا القطار لا يخدم في الوقت الحالي سوى نقل البضائع، وموعد انتهاء الصيانة والبدء بالتشغيل مرتبط بتوافر البيئة المناسبة الأمنية والفنية والمالية. في حال توافر الظروف المناسبة يمكن تجهيز الخط من الأردن إلى محطة القدم خلال عام ونصف العام من الآن، وبكل الأحوال لن نتمكن من تسيير قطار سوري عليه وسيكون الخط متاحاً للقطار الأردني فقط في المدى المنظور، أو أن نستأجر قاطرات وربما نشتري في مرحلة لاحقة. لا توجد قيمة تقديرية لكلفة إعادة تأهيل الخط لأن الأمر يحدد بعد انتهاء الأعمال."

وعن تطوير الخط، أوضح المدير العام أنه غير ممكن لأن السكة من النوع الضيق ولا يمكن تطويرها ما لم يتم تطوير السكة في الأردن، حيث إنهما الآن بمواصفات واحدة. وأي مشروع لتطوير الخط الحديدي الحجازي يجب أن يكون متوافقاً مع كل الدول العربية التي يوجد فيها الخط.

وعن إمكانية وصول القطار إلى الزبداني، أشار المدير العام أنه غير ممكن لوجود مشكلة في الأنفاق التي تربط الخط داخل دمشق، إضافة إلى عدم وجود جدوى اقتصادية من تشغيل الخط إلى الزبداني، ويمكن في حال صيانة الخط أن يستفاد منه في الجانب السياحي.

وعن مشروع قطار الضواحي، نفى المدير العام وجود أي عروض خارجية أو داخلية لهذا المشروع، مؤكداً أنه من المشاريع الضرورية والمؤسسة تشجع تنفيذه لأنه إذا نُفذ باستراتيجية حديثة يمكن أن يقلل الوقت في عمليات النقل.

الوطن- محمود الصالح

مشاركة المقال: