أعلن الموسيقار السوري مالك جندلي عن إطلاق جولة موسيقية وطنية تحت عنوان "سيمفونية سورية من أجل السلام"، وذلك احتفالاً بالذكرى الأولى للتحرير وبالتعاون مع جهات لم يتم تحديدها. وذكر جندلي عبر صفحته على فيسبوك أن الجولة ستشهد تقديم عمله الأوركسترالي "السيمفونية السورية" لأول مرة داخل سوريا، بمشاركة الفرقة السيمفونية الوطنية والكورال السوري، بقيادة المايسترو الأميركي غاريت كيست.
تبدأ الجولة في 8 كانون الأول بحفل مفتوح في ساحة الساعة الجديدة بحمص، تكريماً لأرواح شهداء الاعتصام الذي شهدته الساحة. وستتواصل العروض في المركز الثقافي بحمص، ثم في دار الأوبرا بدمشق يومي 11 و12 من الشهر نفسه.
أوضح جندلي: "أعود إلى وطني حاملاً موسيقى نضجت في المنافي، ليس لإقامة حفل عادي، بل لوضع نغمة في قلب مدينة، وصوتاً في حضن بلد حملته في روحي رغم كل المسافات". وأكد أن جميع العروض ستكون مجانية ومتاحة للجميع، داعياً الحضور إلى التبرع بعلب حليب للأطفال لدعم المخيمات، مشيراً إلى أن "بعض الأصوات لا تملك رفاهية الوصول إلى المسرح، لكنها تستحق أن تُسمع".
تتضمن الجولة أعمالاً موسيقية معروفة لجندلي مثل "وطني أنا"، و"سيمفونية القاشوش"، و"نشيد الأحرار"، بالإضافة إلى "السيمفونية السورية". وتعكس هذه المبادرة الموسيقية، التي تأتي في ذكرى التحرير الأولى، الأمل في إعادة بناء صوت الوطن وإحياء ذاكرته الفنية والثقافية.
يذكر أن مالك جندلي ولد في ألمانيا عام 1972 لأسرة سورية من حمص، وبدأ دراسة العزف على البيانو في سن الرابعة، وأقام أول حفل له في الثامنة من عمره. درس نظريات التأليف الموسيقي في جامعة كوينز الأميركية، وتخرج منها بامتياز، وحصل على شهادة الماجستير بمرتبة الشرف من جامعة كارولينا الشمالية.
يُعد جندلي من أبرز عازفي البيانو المعاصرين في العالم، وقدّم أعماله مع العديد من الفرق السيمفونية العالمية في الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة. وهو عضو في الجمعية الأميركية للملحنين والمؤلفين والناشرين. شارك جندلي في تظاهرة سلمية أمام البيت الأبيض عام 2011 احتجاجاً على ممارسات النظام السابق، مما أدى إلى تعرّض والديه للضرب والتعذيب. وهو أول مؤلف سوري وموسيقي عربي قام بتوزيع أقدم تدوين موسيقي في العالم اكتُشف في أوغاريت السورية. حصل على جائزة حرية التعبير عام 2011 في لوس أنجلوس عن أغنيته "وطني أنا"، وكُرم بجائزة الإبداع الثقافي في نيويورك عام 2012.