السبت, 15 نوفمبر 2025 07:05 AM

واشنطن تصنف حركة ألمانية وكيانات أوروبية أخرى ضمن قائمة الإرهاب

واشنطن تصنف حركة ألمانية وكيانات أوروبية أخرى ضمن قائمة الإرهاب

أعلنت الولايات المتحدة، يوم الخميس (13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025)، عن إدراج حركات تصف نفسها بأنها مناهضة للفاشية، وتنشط في كل من ألمانيا وإيطاليا واليونان، ضمن قائمة "المنظمات الإرهابية". تأتي هذه الخطوة في إطار حملة يقودها الرئيس دونالد ترامب ضد حركة "أنتيفا".

وتضم القائمة الأمريكية للإرهاب أيضاً جماعات مثل حركة حماس وتنظيم القاعدة، بالإضافة إلى ميليشيا حزب الله اللبناني. يترتب على هذا التصنيف منع أعضاء هذه الجماعات من الحصول على تأشيرات لدخول الأراضي الأمريكية، وتجميد أي أصول مالية محتملة لهم في البنوك الأمريكية، واعتبار إقامة علاقات تجارية معهم مخالفة قانونية.

وأفادت وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن بأنه سيتم إدراج ثلاث جماعات أخرى من أوروبا على هذه القائمة مستقبلاً. وذكر بيان أن جمعية "أنتيفا-أوست" الألمانية نفذت بين عامي 2018 و2023 "العديد من الهجمات ضد أشخاص تعتبرهم ‘فاشيين’ أو جزءاً من ‘التيار اليميني’ في ألمانيا". كما اتُهمت الجماعة "بتنفيذ سلسلة من الهجمات في بودابست في منتصف فبراير/ شباط 2023".

وتنشط الجماعات الثلاث الأخرى بشكل خاص في إيطاليا واليونان. وفي سبتمبر/أيلول، وقّع الرئيس الأمريكي أمراً تنفيذياً يصنف حركة "أنتيفا" (وهو مصطلح عام يُطلق على جماعات يسارية متطرفة ترفع لواء مناهضة الفاشية) "منظمة إرهابية محلية"، وذلك غداة مراسم تأبين أقيمت للمؤثر المحافظ تشارلي كيرك، الذي اغتيل في العاشر من ذلك الشهر.

وكانت المجر قد صنّفت "أنتيفا" منظمة "إرهابية" في سبتمبر/أيلول الماضي، في أعقاب خطوة ترامب. وأوضح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في بيان أن التصنيف يشمل "أنتيفا أوست" ومقرها في ألمانيا، وثلاث حركات أخرى في إيطاليا واليونان ستصنف "منظمات إرهابية أجنبية اعتباراً من 20 تشرين الثاني/نوفمبر".

ويشمل التصنيف اتحاد FAI/FRI الذي يتبع النهج "اللاسلطوي" المناهض للتسلسل الهرمي للأنظمة (أناركية)، ومنظمتين مماثلتين في اليونان. وتعتبر "أنتيفا" حركة أكثر منها مجموعة منظمة، ويستخدم المصطلح عادة للدلالة على جناح يساري متطرف غالباً ما يحمّله اليمين واليمين المتطرف مسؤولية أعمال عنف تشهدها تظاهرات.

ووفقاً لواشنطن، تتبع هذه المجموعات "أيديولوجيات أناركية (لاسلطوية) أو ماركسية ثورية، بما في ذلك معاداة أميركا ومعاداة الرأسمالية ومعاداة المسيحية، تستخدمها للتحريض على اعتداءات عنفية في الولايات المتحدة وخارجها وتبريرها".

وبرزت هذه الحركة في الولايات المتحدة، اعتباراً من العام 2016، بعد انتخاب ترامب رئيساً للمرة الأولى. وأصبحت مدينة بورتلاند، التي تشهد تظاهرات ضد سياسات ترامب في ملف الهجرة، رمزاً لحملة إدارة ترامب المناهضة لحركة "أنتيفا".

وتشير تقديرات المعاهد البحثية غير الربحية ومنظمات حقوق الإنسان في الولايات المتحدة إلى أن حركة "أنتيـفا" لا تمتلك هيكلاً تنظيمياً ثابتاً كما أنها تفتقر إلى وجود هيكل هرمي واضح، وهو استنتاج مشابه لاستنتاج توصل إليه المكتب الاتحادي لحماية الدستور في ألمانيا (الاستخبارات الداخلية).

ويحذر النقاد من أن تسمية "أنتيفا" قد تستخدم نظرياً ضد خصوم سياسيين ينتقدون ترامب ضمن الإطار القانوني المحمي. وكان الادعاء العام الاتحادي في ألمانيا قد رفع دعوى قضائية في يوليو/تموز الماضي في دوسلدورف على ستة أعضاء مشتبه بهم في الجماعة.

وتتهم أعلى سلطة إدعاء في ألمانيا هؤلاء الأشخاص بالمشاركة في هجمات ضد متطرفين يمينيين فعليين ومفترضين في بودابست في فبراير/شباط 2023، ويواجه المتهمون اتهامات من بينها الانتماء إلى جماعة إجرامية، والاعتداء الجسدي الخطير، ومحاولة القتل. كما تم رفع دعوى قضائية على سبعة أعضاء آخرين أمام المحكمة العليا في دريسدن، وبعضهم أيضاً بتهمة محاولة القتل. (DW)

مشاركة المقال: