الثلاثاء, 11 نوفمبر 2025 01:02 PM

تصاعد التوتر: إيران وإسرائيل على حافة مواجهة جديدة بسبب جبل الفأس وسط استعدادات مكثفة

تصاعد التوتر: إيران وإسرائيل على حافة مواجهة جديدة بسبب جبل الفأس وسط استعدادات مكثفة

تتزايد المؤشرات التي تنبئ باحتمال عودة الصراع بين إسرائيل وإيران، في سيناريو مشابه لما سبق حرب الـ 12 يوماً في شهر حزيران/يونيو الماضي. وكان إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن توسيع إيران لأنشطتها النووية دون رقابة فعالة، بمثابة الشرارة التي قد تشعل الحرب.

المفاوضات بين إيران والمجتمع الدولي تبدو متعثرة، ويتجلى ذلك في عدم تجديد الاتفاق النووي وعودة العقوبات. وتشير التقارير إلى تصاعد النشاط النووي الإيراني، مع تحديد موقع تخصيب جديد قيد الإنشاء في جبل الفأس، والذي يُمنع المفتشون الدوليون من الوصول إليه. في المقابل، لا تزال إسرائيل غير مقتنعة بانتهاء برنامج إيران النووي.

تتزايد الشكوك حول وجود نشاط نووي سري في جبل الفأس، الذي يُحتمل أن يكون بديلاً للمواقع النووية التي استهدفتها الولايات المتحدة سابقاً. وتكشف صحيفة “تلغراف” أن إيران كثفت جهودها لتعزيز وتوسيع المنطقة بهدوء خلال السنوات الأربع الماضية. ويشير خبراء إلى أن حجم الجبل وعمقه يوحيان بأن المنشأة ستكون قادرة على تخصيب اليورانيوم بقدرة تضاهي أو تتجاوز منشأة فوردو المتضررة.

تتفوق ميزات جبل الفأس على فوردو، فبينما يمتلك فوردو مدخلي أنفاق، يضم جبل الفأس أربعة مداخل على الأقل. والأهم من ذلك، يمتد الجبل إلى عمق يتجاوز 100 متر تحت السطح، مقارنة بعمق فوردو الذي يتراوح بين 60 و90 متراً. ويعتقد الخبراء أن حجم المشروع يشير إلى أن إيران قد تستخدم المنشأة لتخصيب اليورانيوم.

ينقل علي واعظ، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية، عن مسؤولين إيرانيين قولهم إن مصانع الصواريخ تعمل على مدار الساعة، وأن إيران تأمل في إطلاق 2000 صاروخ دفعة واحدة في حال اندلاع حرب أخرى، مقارنة بـ 500 صاروخ أطلقت خلال 12 يوماً في السابق. ويتوقع تقرير لـ “نيويورك تايمز” أن ترد إيران على أي هجوم إسرائيلي بطريقة أكثر جرأة من ذي قبل.

في المقابل، أطلقت إسرائيل عملية لتعويض مخزونها الدفاعي، وتعمل على ثلاثة محاور: تعزيز أنظمة الدفاع الصاروخي وأنظمة الليزر، جمع المعلومات الاستخباراتية عن إيران ونشاطها العسكري والنووي، وممارسة ضغط دبلوماسي على الصين وروسيا بالتنسيق مع الولايات المتحدة لمنع أي مساعدة لإيران.

تعتبر “نيويورك تايمز” أن اندلاع حرب أخرى بين إسرائيل وإيران “مسألة وقت لا أكثر”. وفي ظل غياب المفاوضات، وعدم اليقين بشأن المخزون النووي الإيراني، وغياب الرقابة النووية، فإن هجوماً إسرائيلياً آخر “يكاد يكون حتمياً”، وإسرائيل مستعدة لمهاجمة إيران مرة أخرى إذا اقتربت من إنتاج سلاح نووي، وفقاً لتحذيرات المسؤولين.

يرى محللون أن “جولات أخرى متوقعة” بين إيران وإسرائيل، لأن عوامل الحرب لا تزال قائمة. فإيران تواصل نشاطها النووي السري، وتستمر في تطوير برنامجها الصاروخي، وتحاول تمويل وتسليح جماعاتها. ويعتبر واعظ أن “إسرائيل تشعر بأن المهمة لم تنته بعد، ولا ترى سبباً لعدم استئناف الصراع، لذا تضاعف إيران استعداداتها للجولة المقبلة”.

لم تحقق المفاوضات الأميركية – الإيرانية والتواصل غير المباشر تقدماً ملحوظاً. ويقول وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن الولايات المتحدة عرضت “شروطاً غير مقبولة ومستحيلة”، بما في ذلك إجراء محادثات مباشرة ووقف إيران الكامل والموثوق لتخصيب اليورانيوم. ورفض عراقجي مجدداً إجراء محادثات مباشرة ووقف التخصيب.

هناك جناحان في إيران. بعض المسؤولين الإيرانيين يرغبون في تقديم تنازلات وإبرام صفقة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بينما يفضل آخرون المواجهة، معتقدين استحالة “التعامل معه”. لكن المعسكرين يعتبران جولة أخرى من المواجهة أمراً “لا مفر منه” وفق “نيويورك تايمز”. ويقول واعظ: “لذا تضاعف إيران استعداداتها للجولة التالية، وتريد أن تُنتج توازناً جديداً يُبدّد الشعور بالضعف”.

في المحصلة، تبدو المواجهة الجديدة بين إيران وإسرائيل قريبة، فتل أبيب التي تسعى لتغيير التوازنات الاستراتيجية في الشرق الأوسط وتعديل الخرائط وفق خططها التوسعية ستستثمر في فرص الحرب والتصعيد في المنطقة لتعود وتضرب إيران بهدف خفض قوتها إلى الحد الأدنى، لكن يبدو أن أبواب الديبلوماسية لم تقفل بعد بالكامل، فالضربة لم تحصل، إما تحضيراً أو إفساحاً بالمجال للحلول السياسية.

مشاركة المقال: