الثلاثاء, 11 نوفمبر 2025 07:51 PM

ترامب يكشف عن جهود أمريكية لاتفاق محتمل بين سوريا وإسرائيل بعد لقاء الشرع

ترامب يكشف عن جهود أمريكية لاتفاق محتمل بين سوريا وإسرائيل بعد لقاء الشرع

أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عقب لقائه بالرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، في البيت الأبيض يوم الاثنين 10 تشرين الثاني، عن بذل جهود لإنجاح سوريا، وأن بلاده تعمل مع إسرائيل من أجل التوصل إلى توافق مع سوريا.

وذكرت وكالة "رويترز" أن الرئيس الأمريكي لم يتطرق إلى تفاصيل لقائه بالشرع، لكنه أكد أنهم سيبذلون قصارى جهدهم لإنجاح سوريا، باعتبارها جزءًا من الشرق الأوسط. وأشار ترامب إلى أن الشرق الأوسط "ينعم الآن بالسلام"، وأن سوريا جزء كبير ومهم للغاية منه، مضيفًا أن سوريا كانت تضم الأطباء والمحامين والعديد من المفكرين العظماء.

ورداً على سؤال حول إعلانات محددة خلال الاجتماع، وما إذا كانت سوريا ستنضم إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة"، أجاب ترامب: "نعم، يمكنكم توقع بعض الإعلانات بشأن سوريا". وأكد ترامب رغبته في رؤية سوريا دولة ناجحة للغاية، معتقدًا أن "هذا القائد" (في إشارة إلى الشرع) قادر على تحقيق ذلك.

وفيما يتعلق بإسرائيل، أشار ترامب إلى أن الولايات المتحدة تعمل مع إسرائيل بشأن العلاقات مع سوريا، قائلاً: "نحن نعمل أيضًا مع إسرائيل بشأن التوافق مع سوريا والتوافق مع الجميع". وأضاف ترامب للصحفيين عن الرئيس السوري: "يقول الناس إنه كان له ماض صعب. لقد مررنا جميعًا بماض صعب".

مضمون اللقاء

عقد الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، اجتماعًا في البيت الأبيض مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تناول ملفات الاتفاق مع "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، والعقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، والاتفاق الأمني مع إسرائيل.

ووفقًا لما نشرته الرئاسة السورية، تناولت المباحثات بين الشرع وترامب سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتطوير التعاون في مختلف المجالات، إضافة إلى مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وحضر المباحثات وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، ووزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، إلى جانب عدد من المسؤولين من الجانبين.

ووصف وزير الخارجية السوري الاجتماع بـ"البنّاء" في تغريدة على حسابه بمنصة "إكس"، مشيرًا إلى أن اللقاء جرى خلاله بحث الملف السوري بجميع جوانبه. كما جرى التأكيد، بحسب الشيباني، على دعم وحدة سوريا، وإعادة إعمارها، وإزالة العقبات أمام نهضتها المستقبلية.

عقب اللقاء، نشرت الخارجية السورية بيانًا أوضحت فيه أن اللقاء استمر أكثر من ساعة بين ترامب والشرع، حيث أبدى ترامب إعجابه بـ"القيادة السورية الجديدة وبالشعب السوري". واتفق الجانبان، بحسب الخارجية، على المضي في تنفيذ اتفاق 10 آذار الماضي، الموقع بين الرئيس السوري، أحمد الشرع، وقائد "قسد"، مظلوم عبدي. كما أكد الجانب الأمريكي، بحسب الخارجية، دعمه للتوصل لاتفاق أمني مع إسرائيل يهدف إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي.

وأشاد ترامب، وفق الخارجية السورية، بـ"جهود سوريا في قيادة المرحلة السابقة بنجاح، وبما تحقق من إنجازات، وأكد استعداد الولايات المتحدة لتقديم الدعم اللازم لإنجاح مسيرة البناء والتنمية في المرحلة المقبلة". وعبر الرئيس الأمريكي، بحسب بيان الخارجية السورية، عن دعم بلاده لـ"جهود النهضة والاستثمار في سوريا"، مؤكدًا الالتزام بالمضي في رفع العقوبات المفروضة بموجب قانون "قيصر"، بما يتيح تعزيز فرص التنمية وجذب الاستثمارات.

وبتوجيه من ترامب، عُقد اجتماع عمل موسع ضمّ وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان، لمتابعة "ما تم الاتفاق عليه بين الشرع وترامب ووضع آليات تنفيذ واضحة له.

الشرع في واشنطن

عقد الشرع لقاء مغلقًا مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في الساعة الـ11 صباحًا بتوقيت واشنطن (السابعة مساءً بتوقيت دمشق)، الاثنين 10 تشرين الثاني. ونقلت وكالة "رويترز" أن الشرع وصل إلى البيت الأبيض من دون المراسم المعتادة التي تقام عادة عند استقبال الزعماء الأجانب، إذ دخل عبر مدخل جانبي بعيدًا عن أنظار الصحفيين، بدلًا من الباب الرئيس للجناح الغربي حيث تُنصَب الكاميرات عادة.

إدارة الرئيس الأمريكي وصفت الزيارة بأنها "خطوة تاريخية" تمهد لاختبار إمكانية إعادة دمشق إلى المسار الدبلوماسي بعد أكثر من عقد من الحرب والعزلة، وفق ما نقلته شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية اليوم، الاثنين 10 تشرين الثاني. وصل الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة الأمريكية في 8 تشرين الثاني، وهي الزيارة الثانية لأمريكا زيارته السابقة للمشاركة في أعمال القمة الـ80 للأمم المتحدة في نيويورك.

وهذا اللقاء بين الشرع وترامب هو الثالث، بعد لقاء في الرياض، برعاية الأمير محمد بن سلمان في 14 أيار الماضي، ولقاء آخر في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 25 أيلول الماضي.

مشاركة المقال: