الثلاثاء, 11 نوفمبر 2025 04:07 AM

قمة تاريخية في البيت الأبيض: الشرع وترامب يبحثان مستقبل سوريا والعلاقات الثنائية

قمة تاريخية في البيت الأبيض: الشرع وترامب يبحثان مستقبل سوريا والعلاقات الثنائية

في خطوة مفاجئة، استقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، في البيت الأبيض، حيث ناقشا ملفات حساسة تتعلق بالاتفاق مع "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، والعقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا، والاتفاق الأمني المحتمل مع إسرائيل.

أفادت الرئاسة السورية بأن المباحثات التي جرت بين الشرع وترامب، يوم الاثنين 10 تشرين الثاني، تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتطوير التعاون في مختلف المجالات، بالإضافة إلى مناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

حضر الاجتماع وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، ووزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، إلى جانب مسؤولين آخرين من كلا الجانبين. ووصف الشيباني الاجتماع بأنه "بناء"، مشيرًا إلى أن الملف السوري بكل جوانبه كان محور النقاش. وأكد على دعم وحدة سوريا وإعادة إعمارها وإزالة العقبات أمام نهضتها المستقبلية.

أوضحت الخارجية السورية في بيان أن اللقاء بين ترامب والشرع استمر أكثر من ساعة، وأبدى ترامب خلاله إعجابه بـ"القيادة السورية الجديدة وبالشعب السوري". واتفق الطرفان على المضي قدمًا في تنفيذ اتفاق 10 آذار الماضي، الموقع بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد "قسد"، مظلوم عبدي. كما أكد الجانب الأمريكي دعمه للتوصل إلى اتفاق أمني مع إسرائيل لتعزيز الاستقرار الإقليمي.

أشادت الخارجية السورية بنقل عن ترامب إشادته بـ"جهود سوريا في قيادة المرحلة السابقة بنجاح"، وأكد استعداد الولايات المتحدة لتقديم الدعم اللازم لإنجاح مسيرة البناء والتنمية في المرحلة المقبلة. وأعرب الرئيس الأمريكي عن دعم بلاده لـ"جهود النهضة والاستثمار في سوريا"، مؤكدًا الالتزام بالمضي في رفع العقوبات المفروضة بموجب قانون "قيصر" لتشجيع التنمية وجذب الاستثمارات.

عقب اللقاء، عُقد اجتماع عمل موسع ضم وزراء خارجية سوريا وأمريكا وتركيا، أسعد الشيباني وماركو روبيو وهاكان فيدان، لمتابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين الشرع وترامب.

الشرع في واشنطن

عقد الشرع وترامب لقاءً مغلقًا في الساعة 11 صباحًا بتوقيت واشنطن. وذكرت وكالة "رويترز" أن الشرع وصل إلى البيت الأبيض دون المراسم المعتادة، ودخل عبر مدخل جانبي بعيدًا عن الصحفيين.

وصفت الإدارة الأمريكية الزيارة بأنها "خطوة تاريخية" لاختبار إمكانية إعادة دمشق إلى المسار الدبلوماسي بعد سنوات من الحرب والعزلة، وفقًا لشبكة "فوكس نيوز".

وصل الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة في 8 تشرين الثاني، في زيارته الثانية لأمريكا. وخلال لقائه ممثلي المنظمات السورية في الولايات المتحدة، قال إن العقوبات المفروضة على سوريا في مراحلها الأخيرة، ودعا إلى مواصلة العمل لرفعها بالكامل، معتبرًا أن الفرصة المتاحة أمام السوريين اليوم هي فرصة "نادرة" يجب استثمارها.

أكد مندوب سوريا في الأمم المتحدة، إبراهيم علبي، أن زيارة الرئيس الشرع إلى البيت الأبيض ستكون "حدثًا غير مسبوق ونقلة نوعية في السياق الدبلوماسي".

هذا اللقاء هو الثالث بين الشرع وترامب، بعد لقاء في الرياض برعاية الأمير محمد بن سلمان في 14 أيار الماضي، وآخر في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في 25 أيلول الماضي.

مشاركة المقال: