السبت, 8 نوفمبر 2025 09:17 PM

في الرقة: جمع مخلفات المحاصيل الزراعية حلٌّ لأزمة الوقود وتخفيف للأعباء المعيشية

في الرقة: جمع مخلفات المحاصيل الزراعية حلٌّ لأزمة الوقود وتخفيف للأعباء المعيشية

في ريف الرقة، تحول جمع مخلفات المحاصيل الزراعية إلى ضرورة ملحة للسكان، حيث يعتمدون على بقايا القطن والذرة والسمسم لتأمين احتياجاتهم من التدفئة والطهي، وذلك في ظل الارتفاع المستمر في أسعار المحروقات الذي أثقل كاهل الأسر.

ثامر السبيعي، من قرية رويان، يشارك تجربته مع منصة "سوريا 24" قائلاً: "مع الارتفاع الكبير في أسعار المحروقات، أصبح جمع مخلفات المحاصيل الزراعية المصدر الرئيسي لتوفير التدفئة لمنازلنا. نعتمد على هذه المخلفات لطهي الطعام وتوفير الدفء خلال فصل الشتاء. هذا العمل ليس سهلاً، لكنه ضروري لتلبية احتياجاتنا الأساسية."

ويضيف السبيعي أن جمع المخلفات يتم غالبًا بشكل جماعي، حيث يتعاون شباب وفتيات القرية لتغطية احتياجات كل منزل، مما يعزز روح التعاون والتكافل بين الأهالي.

من جهتها، تقول أم فريدة، ربة منزل، لـ "سوريا 24": "الاعتماد على المخلفات الزراعية كحطب يعود إلى غلاء المحروقات، ونحن كأسر نضطر إلى إيجاد بدائل لتلبية احتياجاتنا اليومية. جمع المخلفات يمنحنا فرصة للعمل معًا ويخفف العبء عن العائلات ذات الدخل المحدود."

أما محمد الحجي، وهو شاب يعمل في جمع مخلفات السمسم والذرة، فيوضح: "تعتبر المناطق الزراعية المروية في أرياف الرقة المصدر الأساسي للحطب، حيث يتم جمع المخلفات بكميات كبيرة لاستخدامها في منازلنا ومنازل القرى المجاورة. هذا النشاط يساهم جزئيًا في تحقيق بعض الاستقلالية عن سوق الوقود المكلف."

ويشير السكان إلى أن جمع المخلفات يتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين، إلا أنه يوفر مصدر دخل إضافيًا لبعض الشباب والعائلات التي تبيع الحطب للمناطق المجاورة. كما يساعد هذا النشاط في تنظيف الحقول من المخلفات الزراعية، مما يهيئ الأرض لموسم الزراعة القادم ويحافظ على خصوبتها.

اقتصاديًا، يبرز هذا النشاط الحاجة الماسة إلى دعم الجهات المعنية لتوفير مصادر طاقة بديلة ومستدامة، تساهم في تحسين الظروف المعيشية اليومية للأهالي.

في الختام، يظل جمع مخلفات المحاصيل الزراعية في ريف الرقة نشاطًا ضروريًا يخفف من آثار أزمة الوقود، ويضمن للسكان القدرة على تأمين احتياجاتهم الأساسية خلال فصل الشتاء، مع تعزيز التعاون الاجتماعي بين أبناء القرى.

مشاركة المقال: