الأربعاء, 5 نوفمبر 2025 01:24 PM

زهران ممداني ينتصر في انتخابات بلدية نيويورك: هل هي بداية النهاية لترامب؟

زهران ممداني ينتصر في انتخابات بلدية نيويورك: هل هي بداية النهاية لترامب؟

في فوز مدوٍ، انتُخب زهران ممداني، السياسي الشاب المنتمي للجناح اليساري في الحزب الديموقراطي والمعروف بمعارضته الشديدة لدونالد ترامب، رئيساً لبلدية نيويورك. وتعتبر هذه الانتخابات بمثابة اختبار مبكر للرئيس الجمهوري.

أكد زهران ممداني، يوم الثلاثاء، أن فوزه الساحق يمثل نموذجاً لكيفية إلحاق الهزيمة بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي لطالما انتقد سياسات هذا الشاب المسلم الاشتراكي الديموقراطي.

وفي خطاب النصر أمام أنصاره، صرح ممداني: "إذا كان هناك من يستطيع أن يظهر لأمة خانها دونالد ترامب طريقة هزيمته، فهي المدينة التي أوصلته إلى ما هو عليه." وأضاف: "ستكون نيويورك النور في هذا الوقت من الظلام السياسي".

وتفوق ممداني، البالغ من العمر 34 عاماً، على حاكم الولاية السابق أندرو كومو والجمهوري كورتيس سليوا، وفقاً للنتائج الأولية الصادرة عن مجلس انتخابات مدينة نيويورك.

وبتسلمه منصبه رسمياً في الأول من كانون الثاني/يناير، سيصبح ممداني أول رئيس بلدية مسلم لأكبر مدينة في الولايات المتحدة.

على الرغم من الجهود التي بذلها ترامب لثني سكان نيويورك عن التصويت لممداني، بما في ذلك دعوته للناخبين اليهود لمنع وصول المرشح المسلم إلى منصب رئيس بلدية المدينة، إلا أن هذه الجهود لم تنجح.

من جانبه، أرجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عبر منصته "تروث سوشل"، الانتكاسات الانتخابية التي مني بها حزبه في العديد من الانتخابات المحلية إلى الإغلاق الحكومي الذي وصفه بأنه الأطول في التاريخ.

وأضاف: "لم يكن ترامب على ورقة الاقتراع، والإغلاق الحكومي هما السببان وراء خسارة الجمهوريين الانتخابات الليلة، وفقاً لخبراء استطلاعات الرأي".

وفي وقت سابق، كتب الرئيس الأميركي على منصته تروث سوشل: "أيّ شخص يهودي يصوّت لزهران ممداني… هو شخص غبيّ!"، مضيفاً أن ممداني، المعروف بدفاعه القوي عن القضيّة الفلسطينية، "يكره اليهود".

لطالما كان ممداني هدفاً للهجمات بسبب مواقفه من إسرائيل والحرب في غزة، إلا أنه لم يتراجع عنها، مؤكداً خلال حملته رفضه القاطع لمعاداة السامية وسعيه لطمأنة المجتمع اليهودي.

وظل زهران ممداني، الذي فاز بشكل مفاجئ في الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي في حزيران/يونيو، متصدّراً استطلاعات الرأي، حتى بعد انسحاب رئيس بلدية نيويورك المنتهية ولايته إريك آدامز من السباق، والذي دعا إلى التصويت لأندرو كومو.

ممداني، المولود في أوغندا لعائلة من المثقفين من أصل هندي والذي وصل إلى الولايات المتحدة في سن السابعة وحصل على الجنسية الأميركية عام 2018، جعل من النضال ضد ارتفاع تكاليف المعيشة محور حملته.

ورغم أن دونالد ترامب وصفه بأنه "شيوعي"، فإن طروح ممداني (خصوصاً بشأن ضبط الإيجارات ومجانية حافلات النقل ودور الحضانة) تتوافق أكثر مع المبادئ الديموقراطية الاشتراكية.

ويرى الخبير في العلوم السياسية كوستاس بانايوبولوس أن زهران ممداني، الذي يتمتع بشعبية كبيرة بين الشباب، تمكّن من إعادة عدد كبير من الأشخاص الذين ابتعدوا عن السياسة وهم "ناخبون محبطون من الوضع الراهن يبحثون عن شخصيات جديدة".

وبحلول الساعة السادسة مساءً، كان 1,75 مليون ناخب قد أدلوا بأصواتهم مقارنة بـ1,15 مليون فقط في نهاية الانتخابات البلدية الأخيرة عام 2021.

أدلى ممداني بصوته برفقة زوجته راما دوجي في مركز اقتراع داخل مبنى بلدي في حيّ أستوريا الشعبي في كوينز، معقله الانتخابي.

وقال أمام صحافيين: "نحن على وشك أن نصنع التاريخ وأن نودّع سياسة الماضي".

من جهته، قال أندرو كومو: "إذا أصبح زهران ممداني رئيس بلدية نيويورك، فسيقضي عليه ترامب بسرعة".

وفي مناسبات عدة، تعهّد الرئيس الجمهوري بوضع عراقيل في طريق المرشح الديموقراطي الشاب إذا انتخب، من خلال معارضة دفع بعض الإعانات الفيدرالية للمدينة.

لكن حتى داخل حزبه، لم يكن هناك إجماع على دعم المرشح. فالعديد من الشخصيات البارزة فيه من بينهم زعيم أعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيين تشاك شومر لا يصرّحون بتأييدهم له، ومن أعلن ذلك كان حذراً للغاية.

وفي نيوجيرسي، الولاية المجاورة لنيويورك، اختار السكان الديموقراطية ميكي شيريل لتكون حاكمتها الجديدة.

وكانت الولاية تُعدّ معقلاً للديموقراطيين خلال العقد الماضي. لكن في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، قلّص دونالد ترامب الفارق بنسبة ملحوظة.

كذلك، انتخبت ولاية فيرجينيا أول حاكمة لها وهي الديموقراطية أبيغيل سبانبرغر، العميلة السابقة في وكالة الاستخبارات المركزية، بعد تقدّمها على الجمهورية وينسوم إيرل-سيرز، وهي جندية سابقة في مشاة البحرية.

من جهته، رحّب زعيم الديموقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز على إكس بفوز ممداني وقال: "لقد عاد الحزب الديموقراطي".

وفي الطرف الآخر من البلاد، يصوّت سكان كاليفورنيا لصالح إعادة رسم الخريطة الانتخابية للولاية بما يخدم الحزب الديموقراطي، رداً على مبادرة مماثلة لترامب في تكساس.

مشاركة المقال: