السبت, 1 نوفمبر 2025 11:22 PM

دير الزور: احتجاجات متواصلة ضد "قسد" على خلفية مقتل شاب وسط مطالبات بالعدالة

دير الزور: احتجاجات متواصلة ضد "قسد" على خلفية مقتل شاب وسط مطالبات بالعدالة

لليوم السادس على التوالي، تتواصل الاحتجاجات في بلدة الكسرة بريف دير الزور الغربي، للمطالبة بتسليم قتلة الشاب مجد الرمضان الخلف الهنشل، الذي لقي حتفه برصاص عناصر من "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في 27 تشرين الأول الماضي.

أفاد مراسل عنب بلدي في دير الزور بأن أهالي بلدة الكسرة قاموا بتحويل خيمة عزاء الشاب إلى خيمة اعتصام مفتوحة، وذلك يوم السبت 1 تشرين الأول، بهدف تحقيق العدالة ومحاكمة المتورطين في "جريمة" القتل. ويشهد الاعتصام أجواء متوترة وحشودًا عشائرية على خلفية مقتل الشاب الذي ينتمي إلى عشيرة "البكارة" المنتشرة في المنطقة، وسط دعوات للثأر، وفقًا للمراسل.

أصدر المعتصمون بيانًا يطالبون فيه "قسد" بتسليم الجناة إلى القضاء في دير الزور، لمحاكمتهم علنًا وفقًا للقانون، وذلك بعد مرور أكثر من أربعة أيام على الحادثة. وأكدوا أن اعتصامهم "سلمي" ويستند إلى الحق الإنساني في المطالبة بالعدالة والمبادئ التي نصت عليها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، حسبما أوضحه المراسل.

"قسد" تفتح التحقيق

من جانبها، أعربت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) عن أسفها لمقتل الشاب في بلدة الكسرة، واصفة الحادث بأنه "تصرف فردي" من عناصر يتبعون لدورية تابعة لـ"مجلس دير الزور العسكري".

وفي بيان صدر في 28 تشرين الأول الماضي، ذكرت القوات أنها فتحت تحقيقًا عاجلًا في الحادث، وقامت باعتقال المتورطين تمهيدًا لإحالتهم إلى الجهات القضائية المختصة، مؤكدة أن المحاسبة ستتم "وفق القوانين والأنظمة العسكرية دون أي استثناء".

وشدد البيان على أن الحادثة "لا تمثل نهج (قوات سوريا الديمقراطية) ولا قيمها"، واصفًا ما جرى بأنه "تصرف فردي مرفوض يسيء لرسالة القوات"، ومؤكدًا التزامها بحماية المدنيين وصون كرامتهم، باعتبار ذلك "مبدأ ثابتًا وأمانة وطنية" تحملتها القوات خلال سنوات قتالها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، بحسب تعبير البيان.

وقدّمت "قسد" تعازيها لعائلة الشاب، مشيرة إلى أن ما وصفتها بـ"حكمة العائلة وأهالي المنطقة ساهمت في الحفاظ على السلم الأهلي". واختتمت القوات بيانها بالتأكيد على أن العدالة ستأخذ مجراها "احترامًا لحق الفقيد وذويه، وحفاظًا على الثقة المتبادلة بين القوات وأهالي المنطقة".

ماذا حدث؟

وفقًا لمصادر محلية تحدثت إليها عنب بلدي، في 27 تشرين الأول الماضي، بدأت الحادثة عندما حاول الشاب مجد الرمضان الهنشل تجاوز بسيارته من نوع "فيركروز" سيارتين تابعتين لـ"قسد" في بلدة الكسرة بريف دير الزور الغربي.

وعلى إثر ذلك، أقدم قيادي في "قسد" على إطلاق رصاصة على رأس الشاب، مما أدى إلى اصطدام سيارته بعمود كهربائي، ثم توجه القيادي إلى مكان الحادث وأطلق رصاصة ثانية على رأس الشاب.

وشهدت المنطقة توترًا وحشودًا عشائرية عقب مقتل الشاب الذي ينتمي إلى عشيرة "البكارة" المنتشرة في المنطقة، وسط دعوات للثأر من "قسد".

واندلعت اشتباكات في منطقة الكسرة عقب مقتل الشاب، حيث هاجم أهالي المنطقة مقار تابعة لـ"قسد" في البلدة، واشتبكوا مع قوات "الكوماندوس" المتمركزة هناك. وخلال الاشتباكات، تعرض شاب من أهالي المنطقة للإصابة، في حين أصيب عنصران من "قسد" ونُقلا إلى مستشفيات الرقة لتلقي العلاج.

وحاصرت "قسد" بلدة الكسرة، ودفعت بتعزيزات عسكرية إلى خطوط التماس مع مناطق سيطرة الحكومة السورية، على الجانب الآخر من نهر الفرات، بحسب مراسل عنب بلدي.

اشتباكات بطابع عشائري

تتزايد التوترات في مناطق سيطرة "قسد" والتي تأخذ طابعًا عشائريًا، وصل إلى حد الاشتباكات بين القوات التي تسيطر على شمال شرقي سوريا وأفراد من العشائر.

في 11 أيلول الماضي، دعت عشيرة "الشعيطات" إلى النفير العام ضد "قسد" بعد اتهام القوات بقتل شاب وحجز جثته، في بلدة الغرانيج بريف دير الزور الشرقي.

وأفاد مراسل عنب بلدي في دير الزور أن "قسد" أعدمت ميدانيًا الشاب حكيم الرافع الخليف العبد الحسن، عقب رفضه التوقف على حاجز لها. وأضاف المراسل أن دورية "قسد" حجزت الجثة وامتنعت عن تسليمها لذوي الضحية.

وانتشر تسجيل مصور على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر دعوات لـ"الجهاد والنفير العام" عبر المآذن في بلدة الغرانيج بريف دير الزور الشرقي.

مشاركة المقال: