أعلنت المؤسسة العامة لمياه الشرب في دمشق وريفها، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، عن إطلاق مشروع يهدف إلى استبدال 50 مضخة غاطسة وأفقية في مختلف مراكز ومحطات المياه في دمشق وريفها. يهدف هذا المشروع إلى تحسين إمدادات المياه وزيادة الكميات المتاحة للمواطنين.
وذكرت الوكالة السورية للأنباء (سانا) أن المشروع يهدف إلى زيادة إنتاج المياه اليومي بحوالي عشرة آلاف متر مكعب في الساعة، وذلك عن طريق استبدال المضخات التالفة أو التي خرجت عن الخدمة.
أوضح مدير المؤسسة العامة لمياه الشرب في دمشق وريفها، أحمد درويش، في تصريح لعنب بلدي، أن التكلفة الإجمالية للمشروع تبلغ حوالي 400 ألف دولار، يتم تغطيتها من قبل اليونيسف، بالإضافة إلى مساهمات من مؤسسة المياه نفسها. وأشار إلى أن العمل سيبدأ في نهاية الأسبوع الحالي بتسلم المواقع وإحضار المضخات.
من جانبه، أفاد معاون المدير العام للشؤون الفنية في المؤسسة، عماد نعمي، لوكالة سانا بأن مدة تنفيذ المشروع ستستغرق ثلاثة أشهر، حيث سيتم خلال الشهرين الأولين استكمال توريد المعدات، يليه عملية التركيب والتشغيل التجريبي في الشهر الثالث.
وفيما يتعلق بتأثير المشروع على نظام التقنين المطبق في دمشق وريفها، أوضح درويش لعنب بلدي أن الكمية الإضافية من المياه التي سيوفرها المشروع ستساهم بشكل كبير في زيادة ضغط المياه الواصلة للمواطنين وتعويض النقص الوارد من المصادر الرئيسية، إلا أنه لن يلغي نظام التقنين بشكل كامل، ولكنه سيخفف من حدة النقص، خاصة في المناطق التي تعاني من ضعف في بعض المحطات.
تقنين المياه في دمشق وريفها
كانت المؤسسة العامة لمياه الشرب في دمشق وريفها قد صرحت في شهر أيار الماضي لعنب بلدي بأنها بدأت بتطبيق نظام تقنين المياه على مدينة دمشق لهذا العام، وفق برنامج تقنين جزئي يتضمن أيام وساعات تزويد محددة، مع إمكانية تعديله بشكل دوري.
وفيما يتعلق بالتباين في ساعات وأيام التقنين بين المناطق، أوضحت المؤسسة أن هذا الاختلاف يعود إلى التضاريس والتوزع الجغرافي، وتوفر المصادر المائية، وحوامل الطاقة، وأقطار الخطوط المغذية، حيث يتم تحديد عدد الساعات اللازمة لوصول المياه إلى أبعد نقطة في الشبكة. وأشارت إلى أن المناطق المرتفعة في مدينة دمشق تحتاج إلى تزويد مستمر لضمان وصول المياه إلى نهايات الشبكة، بينما يعتمد ضخ المياه في ريف دمشق بشكل رئيسي على توافر حوامل الطاقة، مما يجعل ساعات التقنين أطول نظرًا للظروف الراهنة.
مصادر مائية
تعتمد المؤسسة في تزويد مدينة دمشق وريفها بالمياه على عدة مصادر رئيسية، هي: نبع الفيجة، نبع بردى، آبار جديدة يابوس، آبار وادي مروان، بالإضافة إلى الآبار الاحتياطية المنتشرة في مدينة دمشق وريفها، وبعض مشاريع الضخ، كمشروعي "الريمة" و"جوبر".
يتأثر الواقع المائي بشكل عام بكميات الهطول المطري السنوية، سواء بالنسبة للينابيع الرئيسية المغذية لمدينة دمشق أو الآبار المنتشرة في مناطق ريف دمشق. وقد سجلت كميات الهطول المطري انخفاضًا في حوض الفيجة وحوض مدينة دمشق، مما أدى إلى عدم حدوث فيضان لنبع الفيجة وانخفاض كميات المياه المنتجة منه.
تعاني سوريا في السنوات الأخيرة من شح المياه، نتيجة لنقص في بعض الآبار وانخفاض المنسوب في بعضها الآخر، بالتوازي مع أزمة الجفاف التي تهدد القطاع المائي.
خطة طوارئ
تبنت مؤسسة مياه دمشق وريفها خطة طوارئ تهدف إلى تحسين وضع المياه، وتتضمن عدة بنود:
- إعادة تأهيل أكبر عدد ممكن من الآبار والمصادر المائية، وصيانة شبكات نقل وتوزيع المياه.
- إعادة توزيع أدوار التزويد بالمياه مع تطبيق التقنين.
- وضع خطة توعية لترشيد استهلاك المياه، وإطلاق حملة بعنوان "بالمشاركة نضمن استمرار المياه".
- تفعيل عمل الضابطة المائية، وإزالة التعديات على شبكات مياه الشرب.
- وجود مشاريع استراتيجية لدى المؤسسة، منها تحلية واستجرار مياه البحر.
تواجه المدن السورية بشكل عام نقصًا في الموارد المائية بسبب قلة الأمطار في الشتاء الماضي.