الإثنين, 27 أكتوبر 2025 03:44 PM

الرئيس الشرع من الكنيسة المريمية: رسالة قوية في التعايش والسلام والوحدة الوطنية

الرئيس الشرع من الكنيسة المريمية: رسالة قوية في التعايش والسلام والوحدة الوطنية

خلال زيارته إلى الكنيسة المريمية في دمشق، خطّ الرئيس أحمد الشرع كلمات قليلة، لكنها حملت معاني ورسائل عظيمة تؤكد على التعايش السلمي، والتقدير المتبادل بين الأديان، وأهمية استمرار هذا التعايش باعتباره أساساً للوحدة الوطنية في سوريا.

تصريحات الرئيس الشرع كانت ذات دلالات عميقة، جمعت بين الأبعاد الدينية والاجتماعية والسياسية. فقد استشهد بآية من القرآن الكريم: ﴿وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ﴾، وهي آية من سورة المائدة، تشير إلى الاحترام والتقدير الذي يكنّه المسلمون للمسيحيين، وخاصة المتواضعين والمؤمنين منهم. هذا الاستشهاد يؤكد الروابط المشتركة بين المسلمين والمسيحيين في سوريا، ويبرز مفهوم التعايش السلمي والتآخي بين الأديان.

كما حرص الرئيس الشرع على إبراز تاريخ دمشق، المدينة العريقة، كمركز حضاري وثقافي شهد تعايشاً بين المسلمين والمسيحيين لقرون طويلة، بقوله: "‏دمشق لهي أول عيش مشترك عرفته البشرية". فدمشق، بوصفها من أقدم مدن العالم، كانت دائماً مثالاً للتعايش بين الأديان والثقافات.

أما عبارة "ودوام ذلك عهد وميثاق وواجب"، فهي تعبير عن التزام الرئيس بالحفاظ على هذا التعايش وحمايته، ودعوة لرفض أي محاولات للتفرقة أو الفتنة بين الطوائف في سوريا، مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على هذا العيش المشترك كأساس لوحدة المجتمع السوري.

زيارة الرئيس الشرع إلى الكنيسة المريمية تحمل أهمية كبيرة، فهي تؤسس لمفهوم العيش المشترك على أسس حقيقية وصادقة، وترسخ مبادئ الاحترام والتسامح بين أبناء الوطن. كما تعكس قيمة التعايش السلمي كأساس للعيش المشترك، مع التأكيد على أن دمشق كانت وما زالت رمزاً لهذا التعايش عبر التاريخ. ما كتبه الرئيس الشرع هو رسالة تؤكد أن مستقبل الوحدة والتسامح هو بناء مشترَك يتطلب من الجميع أن يكونوا حراساً لهذا التراث النفيس.

مشاركة المقال: