الإثنين, 20 أكتوبر 2025 05:04 PM

وزارة التربية السورية تسهل دمج الطلاب العائدين في النظام التعليمي عبر إجراءات جديدة

وزارة التربية السورية تسهل دمج الطلاب العائدين في النظام التعليمي عبر إجراءات جديدة

أعلنت وزارة التربية في سوريا عن سلسلة إجراءات تهدف إلى توفير بيئة تعليمية مناسبة للطلاب العائدين من الخارج، وذلك بهدف تكييف المناهج الدراسية لتلبية احتياجاتهم التعليمية ومعالجة أي فجوات معرفية لديهم.

أوضح مدير التعليم في وزارة التربية، محمد سائد قدور، في تصريح لوكالة الأنباء السورية (سانا) يوم الأحد 19 تشرين الأول، أن الوزارة تعمل على توفير أماكن مخصصة لتدريس اللغة العربية للطلاب غير الناطقين بها، بهدف تضييق الفجوة المعرفية ودمجهم في النظام التعليمي. بالإضافة إلى ذلك، يتم تطبيق برنامج "الفئة ب" للتعليم المسرّع، وهو مخصص للطلاب المتسربين.

كما تعمل الوزارة على تعيين مشرفين متخصصين في كل منطقة للإشراف على عملية استيعاب الطلاب وتقديم الدعم التربوي والنفسي لهم. وأشار قدور إلى أن عدد هؤلاء الطلاب قد تجاوز المليون طالب وطالبة حتى الآن، مع توقعات بارتفاع العدد إلى أكثر من مليون ونصف المليون.

ووفقًا لقدور، تواجه وزارة التربية تحديات متعددة، بما في ذلك التوزيع الجغرافي للطلاب والحاجة إلى أماكن مناسبة، بالإضافة إلى محدودية الصفوف والكوادر التعليمية، مما يعيق استيعاب جميع الطلاب. كما أشار إلى وجود فجوة علمية بين الطلاب، مما استدعى تخصيص حصص إضافية تحت مسمى "بيت الوظيفة" لمساعدتهم على تجاوز الصعوبات وتحقيق التقدم الدراسي.

أعرب قدور عن أمله في أن تساهم هذه الإجراءات في توفير بيئة تعليمية آمنة وملائمة تدعم مستقبل الأجيال القادمة، وتساهم في تطوير جودة التعليم ودمج الطلاب العائدين بشكل فعال في النظام التعليمي السوري، مؤكدًا التزام الوزارة بضمان حق كل طالب في التعلم.

إجراءات لتسهيل تسجيل العائدين

في 29 أيلول الماضي، أعلنت وزارة التربية والتعليم السورية عن التعليمات الخاصة بتسجيل الطلاب العائدين من الخارج بشكل مشروط، بهدف دمجهم في العملية التعليمية بأسرع وقت ممكن.

تضمنت التعليمات التي نشرتها الوزارة عبر معرفاتها الرسمية، قبول تسجيل الطالب في أي صف بشكل مشروط، على أن يستكمل أوراقه لاحقًا. ولا يحتاج الطالب في مرحلة التعليم الأساسي إلى أي وثائق مصدقة من أي سفارة، ويكفي أن يقدم ولي الأمر وثيقة تثبت نجاح الطالب في الصف الأخير الذي درسه، مصدقة من مدير المدرسة فقط في الدولة التي درس فيها الطالب، وعلى أساسها يتم قبوله في الصف التالي للصف الأخير الذي درسه.

أوضحت الوزارة أنه في حال عدم وجود أي وثيقة تثبت نجاح الطالب، فإنه يخضع لامتحان تحديد المستوى (السبر) بناءً على عمره، وإذا نجح في الامتحان، يتم إدخاله في الصف المناسب.

وأشارت الوزارة إلى أن هذه الإجراءات تأتي في إطار حرصها على تذليل العقبات أمام الطلاب العائدين من الخارج، وتسهيل إعادة اندماجهم في المدارس دون تأخير، ريثما تُستكمل أوراقهم الرسمية.

وكانت الوزارة قد وجهت في 19 أيلول الماضي، مديريات التربية والتعليم في المحافظات السورية بتسهيل إجراءات تسجيل الطلاب العائدين من الخارج على أولياء الأمور من خلال:

  • الاعتماد على تعليمات القيد والقبول الموجهة لمديريات التربية للعام الدراسي 2025-2026.
  • العمل على تسجيل الطلاب شرطيًا، وفق البيانات المقدمة من ولي الأمر المتوفرة لديه، أو من خلال التصريح الخطي بصحة البيانات مع التعهد باستكمال الأوراق الثبوتية اللازمة قبل بدء الفصل الدراسي الثاني.

جاء تعميم الوزارة بناءً على الإقبال الكبير على التسجيل في المدارس العامة والخاصة، خاصة من قبل الطلاب العائدين من خارج البلاد، ونظرًا لعدم جاهزية وثائقهم الثبوتية (عدم تثبيت زواج، عدم تسجيل الأولاد). وأكدت وزارة التربية أن ولي أمر الطالب يتحمل مسؤولية عدم استكمال الأوراق لاحقًا، ولا يُمنح أي وثيقة دراسية في حال عدم استكمال الأوراق.

يشهد قطاع التعليم واحدة من أكثر الأزمات تعقيدًا منذ اندلاع الحرب، إذ تشير إحصاءات وزارة التربية إلى وجود نحو 19,400 مدرسة، منها 7,900 مدرسة مدمرة كليًا أو جزئيًا، إضافة إلى انتشار ظاهرة التسرب، إذ تشير الأرقام إلى نحو 2.4 مليون طفل متسرب خلال السنوات الماضية، بينما يدرس حاليًا نحو 4.2 مليون طفل داخل سوريا، ويُتوقع عودة 1.5 مليون طالب من خارج البلاد.

“التربية” توضح إجراءات تسجيل الطلاب العائدين من الخارج
مشاركة المقال: