الإثنين, 20 أكتوبر 2025 03:08 PM

الإعلام الغربي والأسرى الفلسطينيون: ازدواجية المعايير تكشف عن تحيز صارخ

الإعلام الغربي والأسرى الفلسطينيون: ازدواجية المعايير تكشف عن تحيز صارخ

مرة أخرى، يكشف الإعلام الغربي عن تمييز واضح في تغطيته للأسرى، حيث يظهر المحتلون كضحايا بأسماء ووجوه، بينما يختزل الفلسطينيون إلى مجرد أرقام مجهولة. يتجاهل الإعلام الغربي تعذيبهم وتجويعهم وقتلهم البطيء، مما يدل على رؤية تعتبر الفلسطيني أقل من إنسان وتبرر العنف ضده بحجج كاذبة.

لم يعد الفلسطينيون وداعموهم وشعوب المنطقة التي تعرضت للاعتداءات الصهيونية يهتمون بما ينشره الإعلام الغربي، الذي شارك في إبادتهم. اللافت أن الانتقادات الأقوى تأتي من الغرب نفسه، حيث يتزايد عدد الرافضين لـ «إسرائيل» واحتلالها لفلسطين وجرائمها.

وقد تصاعد هذا النقد في الأيام الأخيرة بعد الفصول الأخيرة من التغطية الإعلامية الغربية المهيمنة، التي أظهرت تبعيتها وفقدانها لأبسط المعايير الإنسانية والمهنية، على الرغم من ادعائها عكس ذلك. فقد حولت عملية تحرير الأسرى الصهاينة العشرين الذين كانوا محتجزين لدى فصائل المقاومة الفلسطينية إلى احتفال، بينما تم تجاهل مئات الأسرى الفلسطينيين تمامًا، ولم يتم ذكرهم إلا بشكل عابر عند الحديث عن صفقة التبادل.

هكذا، أصبح لكل صهيوني اسم وعمر وقصة وعائلة وصور في الإعلام الغربي، حتى المجندين في قوات الاحتلال، بينما لا يُعتبر الفلسطينيون أكثر من مجرد أرقام، مهما بلغ عددهم. تجدر الإشارة إلى أن نسبة كبيرة من الأسرى الفلسطينيين هم من المدنيين والقصر والنساء وغير المحكومين. في عالم الإعلام المؤسسي المظلم، يتحول الجندي المجرم إلى بريء مظلوم، والطفل المعذب إلى إرهابي يستحق الإعدام.

هل سمعتم عن تعذيب الأسرى الفلسطينيين؟ بالإضافة إلى ذلك، يتم تصوير الصهاينة على أنهم تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب النفسي لمجرد قضائهم 738 يومًا في الأسر، على الرغم من المعاملة الجيدة التي تلّقوها من المقاومة الفلسطينية وفي ظل ظروف الإبادة، بينما يتم تجاهل تقارير المنظمات الدولية والحقوقية التي تتحدث عن تعذيب الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بأبشع الطرق، بما في ذلك الاعتداء الجنسي والقتل تعذيبًا أو تجويعًا أو كليهما.

حتى المقاطع التي عرضتها حركة «حماس» لتحرير أسرى مثل كيث سيغل وأومري ميران، أصبحت الخبر الرئيسي في الإعلام الغربي دون غيره، بينما لم يحظ مئات الأسرى الفلسطينيين المحررين الذين تظهر عليهم علامات التعذيب باهتمام هذا الإعلام، باستثناءات بسيطة من وسائل إعلام متفرقة لا تستحق الذكر، لأنها لم تحدث أي تغيير في عملية غسل الأدمغة الجارية على قدم وساق في وسائل الإعلام المهيمنة.

مرة أخرى، يتضح أن الإعلام الغربي المهيمن وُجد لخدمة الحكومات وأصحاب النفوذ المالي وداعمي الحروب، وأن ادعاءه بالاستقلالية والتحرر ليس سوى واجهة لأجندته هذه. ولكن الأهم في كل ما يحدث اليوم هو أنه كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة للجمهور الغربي، وستكون هذه بداية تحول جذري في الرأي العام، مما سيؤثر حتما في السلوكيات الانتخابية التي ستنعكس عاجلا أم آجلا.

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

مشاركة المقال: