الأحد, 19 أكتوبر 2025 06:49 PM

إعلاميات حلب ينتفضن ضد التهميش: لماذا غابت الصحفيات عن لقاءات وزير الإعلام حمزة المصطفى؟

إعلاميات حلب ينتفضن ضد التهميش: لماذا غابت الصحفيات عن لقاءات وزير الإعلام حمزة المصطفى؟

شبكة أخبار سوريا والعالم/ بعد مرور 155 عاماً على دخول المرأة السورية عالم الصحافة، يثار التساؤل: من يقف وراء إبعاد النساء عن المشهد الإعلامي؟

في خطوة لافتة، احتجت مجموعة من الإعلاميات في “حلب” على التهميش الذي يتعرضن له في اللقاءات الرسمية، وذلك في ظل الغياب شبه الكامل للصحفيات عن اجتماعات وزير الإعلام “حمزة المصطفى” وجولاته في المحافظات.

وأصدرت إعلاميات حلب بياناً أعربن فيه عن استنكارهن للتهميش والإقصاء الممنهج الذي يطال الصحفيات في الساحة الإعلامية، وخاصةً بعد انتشار صورة جمعت الوزير “المصطفى” بعدد من الإعلاميين في “حلب” خلت من أي عنصر نسائي، وهو ما يعكس التهميش بوضوح، بحسب البيان.

وأكدت الإعلاميات استياءهن من إبعاد الصحفيات عن المشهد الإعلامي العام، وعن المشاركة في صنع القرار الإعلامي، ومن محاولات التدخل في اجتماعاتهن وحرمانهن من الحق في التعبير عن آرائهن، وإسكات الصحفيات أثناء الكلام وتجاهل آرائهن ومقترحاتهن.

وطالب البيان بتمكين الصحفيات من المشاركة الفعالة في صنع القرار الإعلامي، وتوفير بيئة إعلامية آمنة ومحترمة لهن، واحترام حقهن في التعبير عن آرائهن وممارسة عملهن بكل حرية.

وفي ختام البيان، أكدت الصحفيات حقهن في المشاركة الفعالة في بناء المشهد الإعلامي المحلي، وعزمهن على مواصلة العمل الإعلامي الهادف والمسؤول، والتضامن مع كل الصحفيات اللواتي يتعرضن للتمييز والمضايقات.

لا نساء في اجتماعات الوزير

لكن الصورة التي جمعت وزير الإعلام مع إعلاميين من “حلب” وغابت عنها الصحفيات كلياً، لم تكن الأولى من نوعها. فقد رصد سناك سوري لقاءات لـ”المصطفى” مع إعلاميين من مختلف المحافظات، طغت عليها صور ذكورية مطلقة، وغابت عنها النساء إلا فيما ندر.

فقد اجتمع وزير الإعلام في 3 حزيران الماضي بإعلاميين من “درعا” بغياب نسائي تام عن الصور الرسمية للقاء المنشور عبر صفحة الوزارة الرسمية.

أما لقاء الوزير في 14 أيلول الماضي مع العاملين في مديرية إعلام “دير الزور” والكوادر الإعلامية في المحافظة، فأظهر وجود 3 نساء في الصفوف الخلفية، ويحتاج العثور عليهن للتدقيق في الصورة، إذ لا يظهر سوى وجه واحدة فقط، فيما تختفي ملامح اثنتين في زحام الصفوف الأمامية التي يتصدرها الإعلاميون من الرجال.

المشهد سيتكرر في مناسبات أخرى غابت عنها الصحفيات النساء أو تم تغييبهن، مثل زيارة وفد إعلاميي “حماة” لمقر “الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون”.

وفي اجتماع الوزير يوم 12 آب الماضي، مع مدراء الدوائر الإعلامية لتطوير عمل المكاتب الإعلامية في الوزارات والهيئات العامة، أظهرت الصور الرسمية للاجتماع أن المهام الإعلامية في الوزارات المشاركة في اللقاء محتكرة للرجال فقط، بغياب أي امرأة عن موقع مديرة دائرة إعلامية، باستثناء حضور سيدة واحدة جلست إلى جانب الوزير.

وتكشف صور اللقاءات تهميشاً واضحاً للصحفيات، لا يبدو مصادفة بطبيعة الحال، مع تكراره في عدة محافظات، وفي أكثر من مناسبة، ليضاف إلى ملف إقصاء النساء عن الشأن العام وتصدير صورة ذكورية بحتة تبتعد فيها المرأة عن المشهد.

إبعاد الصحفيات عن اللقاءات الرسمية يتجاهل دورهن في المشهد الإعلامي وجهودهن المهنية لإثبات حضور المرأة السورية في قطاع الإعلام، بوجود صحفيات سوريات أثبتن جدارتهن وحققن نجاحات مهنية واسعة، علماً أن المرأة السورية هي أول امرأة عربية كتبت في الصحف، مع “مريانا المراش” منذ 1870، فهل يتم إقصاؤها بعد أكثر من 155 عاماً من السعي لترسيخ الحضور النسائي في الصحافة السورية؟

مشاركة المقال: