الأربعاء, 15 أكتوبر 2025 10:54 PM

تحليل أسباب ارتفاع أسعار الفروج في درعا بعد فترة انخفاض

تحليل أسباب ارتفاع أسعار الفروج في درعا بعد فترة انخفاض

شهدت أسعار الفروج في محافظة درعا، جنوبي سوريا، ارتفاعًا ملحوظًا بعد فترة انخفاض قياسية خلال شهري آب وأيلول الماضيين. وبلغ سعر الكيلو الواحد من الفروج في المسالخ 27,000 ليرة سورية، بعد أن كان قد انخفض إلى حوالي 18,000 ليرة سورية في الفترة السابقة.

يعزو المربون هذا الارتفاع إلى عدة عوامل، من بينها نقص المعروض نتيجة للخسائر التي تكبدوها، بالإضافة إلى اعتدال درجات الحرارة الحالي والتغيير في آلية تسعير الفروج في المداجن.

عزوف عن التربية بسبب الخسائر

أوضح محمد المقداد، وهو مربي دواجن يمتلك مزرعة في بلدة معربة بريف درعا الشرقي، أن ارتفاع الأسعار جاء كرد فعل للخسائر التي لحقت بالمربين خلال الشهرين الماضيين، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة في شهر آب الماضي. وأشار إلى أن العديد من المربين توقفوا عن تربية دفعات جديدة من الفروج بعد خسارتهم في الموسم الماضي، مؤكدًا أن خسارته في آخر دفعة قام بتربيتها بلغت 5000 دولار أمريكي (ما يعادل حوالي 11500 ليرة سورية للدولار الواحد في السوق السوداء).

وصلت الأسعار إلى أدنى مستوياتها في آب وأيلول الماضيين، حيث بيع الكيلو الواحد من الفروج بسعر 12,000 ليرة سورية من أرض المزرعة، في حين أن تكلفة الكيلو الواحد تبلغ 20,000 ليرة سورية، بحسب قول محمد المقداد. وذكر أيضًا أن وباء "نيوكاسل" الفيروسي تسبب في نفوق ما يقارب 100 ألف طير لديه، في حين لم تشهد الدفعات الحالية أي أمراض فيروسية.

من جانبه، قال حمزة الزعبي، مالك مسلخ فروج في بلدة المزيريب، لعنب بلدي، إن المربين قللوا من كميات الفروج التي يتم رفد السوق المحلية بها بسبب اعتدال درجات الحرارة المناسبة للتربية، في حين كانوا يطرحون كميات أكبر خلال الأشهر الماضية خوفًا من نفوق القطيع. وأضاف الزعبي أن ارتفاع الأسعار يدفع السكان إلى شراء الفروج بالقطعة، بينما يزداد الإقبال على شراء الفروج الكامل في حال انخفاض الأسعار.

ويرى المربون أن من بين عوامل ارتفاع الأسعار حاليًا هو أن التسعير أصبح يتم تحديده من أرض المزرعة، في حين كان في السابق يباع الفروج للتجار ويحدد سعره في دمشق بعد يومين من البيع. وأكد محمد المقداد أن الآلية الحالية تعتبر أكثر ضمانًا للمربين، حيث يعلم المربي التسعيرة قبل بيع إنتاجه. وبعد سقوط النظام السوري السابق، انخفضت أسعار الأعلاف التي أصبحت مرتبطة بأسعار صرف الدولار مقابل الليرة السورية، في حين كانت مكبلة بالرسوم الجمركية في عهد نظام الأسد المخلوع.

انخفاض أسعار البيض

في المقابل، انخفضت أسعار البيض في السوق المحلية بمحافظة درعا، ووصل سعر طبق البيض إلى 30,000 ليرة سورية بعد أن بلغ سعره في مطلع تشرين الأول الحالي 40,000 ليرة سورية. وأشار محمد المقداد، مالك مزرعة دواجن، إلى أن ارتفاع سعر البيض مؤخرًا كان بسبب تصدير جزء منه إلى دول الخليج العربي، وبعد توقف التصدير عاد مجددًا إلى الانخفاض، متوقعًا استقرار سعر البيض خلال الأيام المقبلة بسعر لا يتجاوز 35,000 ليرة سورية للطبق الواحد (30 بيضة).

وقال أحمد نهار، مالك بقالية في ريف درعا الغربي، إن ارتفاع أسعار البيض قلل من مبيعاته، حيث كان يبيع البيض بالطبق، وبعد ارتفاع سعره أصبح السكان يشترون البيض بالقطعة، في حين عاد نشاط الحركة على المبيع بعد انخفاض سعره مجددًا.

وبحسب إحصائية كشف عنها موظف في مديرية الثروة الحيوانية بدرعا لعنب بلدي في تقرير سابق، وصل عدد المداجن المرخصة في المحافظة إلى 900 مدجنة، تعمل منها 125 مدجنة فروج، و97 مدجنة بيض. في حين وصل عدد المداجن غير المرخصة إلى 388 مدجنة، تعمل منها 125 مدجنة فروج، و110 مداجن بيض.

مشاركة المقال: