الأربعاء, 15 أكتوبر 2025 04:45 PM

الرئيس الشرع في موسكو للقاء بوتين: ملفات الأسد والعلاقات الثنائية تتصدر المحادثات

الرئيس الشرع في موسكو للقاء بوتين: ملفات الأسد والعلاقات الثنائية تتصدر المحادثات

وصل الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، إلى روسيا في أول زيارة رسمية له منذ توليه منصبه، وذلك يوم الأربعاء الموافق 15 تشرين الأول. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن الرئيس الشرع وصل إلى روسيا في زيارة تهدف إلى إجراء مباحثات مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، حول العلاقات الثنائية بين البلدين، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

من جهتها، ذكرت الرئاسة الروسية (الكرملين) أن الجانبين يعتزمان بحث الوضع الراهن وآفاق تطوير العلاقات الروسية السورية في مختلف المجالات، بما في ذلك المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والإنسانية، إلى جانب استعراض آخر التطورات في منطقة الشرق الأوسط، وذلك وفقًا لبيان صادر عن الكرملين.

ونقلت “سانا” عن مديرية الإعلام في رئاسة الجمهورية أن الرئيس الشرع سيلتقي خلال الزيارة بالرئيس بوتين لمناقشة المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، واستكشاف سبل تعزيز التعاون بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين. كما سيجتمع الرئيس الشرع مع الجالية السورية المقيمة في روسيا.

تسليم بشار الأسد

نقلت وكالة “رويترز” عن مصدر رسمي سوري وصفته بـ “المطلع” أن الرئيس الشرع سيطلب رسميًا من روسيا تسليم رئيس النظام السوري المخلوع، بشار الأسد، المقيم في موسكو، لمحاكمته بتهم تتعلق بارتكاب جرائم بحق الشعب السوري. وأشارت الوكالة أيضًا إلى أن الرئيس السوري سيجري مباحثات حول مستقبل القاعدتين الروسيتين في سوريا، وهما القاعدة الجوية في حميميم باللاذقية والقاعدة البحرية في طرطوس.

وتأتي هذه الزيارة على الرغم من تأجيل القمة العربية الروسية التي كان من المقرر عقدها في نفس اليوم، حيث أرجأ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، انعقادها إلى أجل غير مسمى بسبب الأوضاع في غزة واجتماع بعض الزعماء في مدينة شرم الشيخ المصرية.

زيارات متبادلة

شهدت العلاقات بين البلدين تبادلًا للزيارات، كان آخرها في الثاني من تشرين الأول الحالي، عندما زار وفد من وزارة الدفاع السورية العاصمة الروسية موسكو بهدف تطوير آليات التنسيق بين وزارتي الدفاع في البلدين، بحسب ما أعلنته وزارة الدفاع السورية. وترأس الوفد رئيس هيئة الأركان العامة، اللواء علي النعسان، وقام الوفد بزيارة “الحديقة العسكرية الوطنية المركزية للقوات المسلحة الروسية”، واطلع على منظومات الدفاع الجوي والطائرات المسيرة الاستطلاعية والقتالية، بالإضافة إلى المعدات العسكرية الثقيلة، وذلك في إطار تعزيز التعاون وتبادل الخبرات.

وفي التاسع من أيلول الماضي، التقى وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، بوفد روسي برئاسة نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكساندر نوفاك، في دمشق. وأكد الشيباني على أن العلاقة بين سوريا وروسيا “عميقة ومرت بمحطات صداقة وتعاون، لكن لم يكن التوازن فيها حاضرًا”، مشيرًا إلى أن “الدعم الروسي الصريح” لمسار سوريا الجديد سيكون خطوة في مصلحة سوريا والمنطقة بأسرها. وسبق ذلك زيارة للشيباني إلى موسكو في 31 من تموز الماضي، حيث التقى بنظيره لافروف والرئيس الروسي.

اتصال سابق

كان الرئيس بوتين قد وجه في 12 من شباط الماضي دعوة لوزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، لزيارة روسيا. وخلال اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس الشرع، تبادل الطرفان وجهات النظر حول الوضع الحالي في سوريا وخارطة الطريق السياسية لبناء سوريا الجديدة. كما أكد الرئيس الروسي دعم بلاده لوحدة الأراضي السورية وسيادتها واستقرارها، مبديًا استعداد بلاده لإعادة النظر في الاتفاقيات التي أبرمتها روسيا مع النظام السوري السابق. وشدد بوتين حينها على وجوب رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، وفق ما نقلته “رئاسة الجمهورية العربية السورية”، بينما أكد الرئيس الشرع انفتاح دمشق على كل الأطراف بما يخدم مصالح الشعب السوري ويعزز الأمن والاستقرار في سوريا.

ونقلت وكالة “تاس” الروسية عن الرئاسة الروسية “الكرملين” أن الرئيسين اتفقا على مواصلة الاتصالات لتطوير التعاون الثنائي، وتطرقا إلى عدد من القضايا الراهنة للتعاون العملي في المجالات التجارية والاقتصادية والتعليمية وغيرها، مع الأخذ بالاعتبار المحادثات الأخيرة التي أجراها الوفد الروسي في دمشق. كما ناقش الجانبان “بشكل شامل” الوضع في سوريا، وضرورة تنفيذ سلسلة من التدابير لضمان تحسن مستدام للوضع في سوريا وتكثيف الحوار السوري الداخلي الذي يضم المجموعات السياسية والعرقية والدينية الرائدة، وفق ما نقلته “تاس”.

مشاركة المقال: