الخميس, 9 أكتوبر 2025 02:40 PM

إنجاز طبي في دمشق: تقنية مبتكرة لعلاج تشوهات القلب الولادية باستخدام أنسجة المريض

إنجاز طبي في دمشق: تقنية مبتكرة لعلاج تشوهات القلب الولادية باستخدام أنسجة المريض

دمشق-سانا: حقق فريق طبي سوري في مشفى جراحة القلب الجامعي بدمشق إنجازاً طبياً نوعياً، حيث نجح في إجراء عمليات تعتمد على تقنية حديثة عالمياً لعلاج تشوهات القلب الولادية. تقوم هذه التقنية على استخدام جزء من قلب المريض نفسه كصمام رئوي، بدلاً من اللجوء إلى الزرع التقليدي للصمامات المعدنية أو الحيوية.

أنسجة المريض بديلاً للصمامات الصناعية

أوضح استشاري جراحة القلب في مشفى جراحة القلب الجامعي، الطبيب عبدو حمود، في تصريح لمراسل سانا، أن هذا النوع من العمليات يُجرى للمرة الأولى في سوريا والمنطقة. وأشار إلى أن إصلاح تشوه القلب الولادي المعروف بـ "رباعي فالو"، يتطلب في كثير من الحالات خزع الصمام الرئوي، الأمر الذي قد يؤدي إلى قصور في الصمام وتأثر البطين الأيمن مستقبلاً، وبالتالي الحاجة إلى زرع صمام معدني أو حيوي.

تقليل الحاجة لجراحة ثانية وتخفيف التكاليف

وأضاف الدكتور حمود أن زرع الصمامات المعدنية أو الحيوية يعتبر مكلفاً، فالصمام المعدني يتطلب أدوية مميعة تشكل عبئاً على المريض وخطراً صحياً، بينما يحتاج الصمام الحيوي إلى استبدال بعد فترة، ما يستلزم جراحة إضافية وتكاليف مرتفعة. ولفت إلى أن الطريقة الجديدة التي بدأ الفريق الطبي باستخدامها تعتمد على أخذ جزء من لسينة الأذينة اليمنى من قلب المريض نفسه، واستئصالها وصنعها على شكل صمام، ثم وضعها مكان الصمام الرئوي الذي تم خزعه. وأكد أن هذا الصمام الجديد لا يتعرض لهجوم أو تكلس مستقبلاً، وبالتالي لا حاجة لشراء صمام، حيث يقوم بمهام الصمام بشكل جيد، وفقاً للعمليات التي تم إجراؤها في المشفى.

عمليتان ناجحتان حتى الآن

أشار الدكتور حمود إلى أن العمل بهذا النوع من العمليات بدأ في 23-7-2025، حيث تم إجراء عمليتين لطفلتين مريضتين، وهما الآن في منزلهما بصحة جيدة. وأكد أهمية هذه العمليات في تخفيض نسبة الوفيات الناتجة عن الحاجة إلى جراحة ثانية لتركيب صمام، والتي تحمل خطورة عالية، بالإضافة إلى التخلص من تكلفة الصمام المعدني أو الحيوي المطلوب تركيبه عند إعادة الجراحة، وتقليل التكلفة بعدم استخدام الأدوية المميعة.

المشفى يواصل إجراء العمليات المتطورة

أشاد الدكتور حمود بجهود فريقه من طلاب الدراسات العليا والأطباء الذين يتابعون حالات المرضى، وبجهود إدارة المشفى التي توفر كل الدعم والتسهيلات اللازمة. وأكد الاستمرار في إجراء هذه العمليات في المستقبل، نظراً لفعاليتها وتكلفتها المنخفضة. يذكر أن "رباعي فالو" هو عيب قلبي خلقي معقد يتضمن تشوهات تعيق تدفق الدم المؤكسج بشكل صحيح، ما يؤدي إلى ازرقاق الجلد والأغشية المخاطية والشفتين والأظافر لدى الطفل، ويتطلب جراحة لتصحيحه ومتابعة طبية منتظمة.

مشاركة المقال: