على الرغم من وعيهم بالمخاطر، وقع العديد من السوريين ضحايا لمنصات استثمار رقمية زائفة مثل Dobibo و Mystbox، التي وعدت بأرباح يومية سريعة. الحاجة المعيشية والضغوط دفعتهم للمقامرة بأموالهم القليلة، ليكتشفوا لاحقًا أن الأمل في تحقيق دخل إضافي سهل وسريع تحول إلى خسارة محققة، وأن ما اعتبروه فرصة للنجاة لم يكن سوى فخ احتيالي.
سناك سوري - خاص
"ابراهيم"، البالغ من العمر 47 عامًا ويعمل في مجال التجارة، صرح لـ"سناك سوري" بأن أحد أقاربه أخبره عن منصة Mystbox للتداول، موضحًا أنه يمكنه إيداع مبلغ بالدولار والحصول على أرباح يومية بنسبة 12% من قيمة المبلغ تضاف إلى المحفظة.
يضيف ابراهيم أنه كان على علم بالمخاطر، لكنه غامر بمبلغ 100 دولار أودعها في المنصة عبر الوكلاء الذين أبلغوه بعدم مسؤوليتهم في حال توقفت المنصة فجأة. وبالفعل، حصل في اليوم الأول على 21 دولارًا، وفي اليوم الثاني والثالث كذلك، ولكن في اليوم الرابع توقفت المنصة عن العمل، على الرغم من أن المحفظة المرتبطة بها لا تزال مستمرة وتصله الأرباح عليها، إلا أنه لا يستطيع سحبها.
بمجرد إيداع المبلغ، الذي يشترط أن يكون بالدولار وبحد أدنى 100 دولار، يتم التعامل معه على أنه أصل لا يمكن سحبه قبل 60 يومًا، ولكن يمكن سحب الأرباح بشكل يومي. لسوء الحظ، لم يسحب ابراهيم أي دولار، إذ كان يفضل أن يتركها حتى تصبح 100 دولار.
كانت فكرة ابراهيم تقوم على المغامرة بمبلغ لا يمتلكه، بل استدانه على أمل أن يحدث تغييرًا ما في واقعه، فعمله في التجارة متوقف ولا يمنحه حتى قوت يوم عائلته. ويضيف: «كنت مفكر أربح المية يلي هي الأصل، وبعدها شو ما طالعت كان منيح لكن ما ظبطت معي».
يرى ابراهيم أن مصيبته أقل بكثير من مصائب آخرين، ويضرب مثالاً بأحد أصدقائه الذي أودع 9000 دولار، ولم يتمكن من الحصول سوى على نحو 5000 دولار منها كأرباح مفترضة، لتصل خسارته إلى 4000 دولار، ويضيف أنه سمع عن أشخاص أودعوا مئات الآلاف من الدولارات ذهبت أدراج الرياح.
مدركين للمخاطر
"نوار"، خريج جامعي وموظف حكومي فصل من عمله مؤخرًا ويعمل على تاكسي أجرة، بدأ حديثه مع سناك سوري بالقول إنه كان مدركًا للمخاطر وبأنها مغامرة، إلا أنه أراد أن يجرب حظه على أمل أن يتغير واقعه.
الشاب الثلاثيني علم بالمنصة ذاتها التي استخدمها ابراهيم من أصدقائه الذين شجعوه، ليقوم بدوره بتشجيع آخرين، فالمنصة كانت تعطي مكافأة 15% من قيمة المبلغ المودع بها لكل شخص يحضر مشتركين جدد. يوضح نوار: «مثلاً، أقنعت صديقي بالاشتراك واشترك بمبلغ 100 دولار، أنا أحصل على مكافأة بقيمة 15% أي 15 دولار»، هذه الاستراتيجية ساهمت بالترويج للمنصة وسرعة انتشارها بشكل كبير بين الشباب.
دخل "نوار" بمبلغ 200 دولار، سحب منها نحو 90 دولارًا، لتكون خسارته 110 دولارات، ويقول إنه يمتلك نحو 40 دولارًا بالمحفظة، التي وفي حال عادت للعمل فإنه سيتمكن من سحبها وبذلك تقل خسارته، مشيرًا إلى أن المحفظة عالمية وبحسب المعلومات فإن الضغط عليها هو سبب توقفها.
ما هي Dobibo؟
بحسب بحث أجراه سناك سوري عن منصة Dobibo، تبين أنها تدعي الاختصاص بتداول العملات الرقمية والعقود المشتقة، وبأنها "شفافة" وتحت رقابة، وتذكر أنها حصلت على ترخيص MSB (Money Services Business) في الولايات المتحدة.
لكن بحسب مواقع غربية، حصلت المنصة على تقييمات سلبية متعددة من مستخدمين عبر Trustpilot وغيرها، تتحدث عن حسابات مجمدة أو رفض سحب الأموال بعد الإيداع، وتطالب المنصة أحيانًا بدفع "رسوم" أو "ضرائب" لإتمام السحب، وهو نمط شائع في عمليات الاحتيال المالي.
بعض مواقع فحص الأمان صنفت المنصة بأنها مريبة، ومنحتها درجات ثقة منخفضة (مثلاً 39/100 من Gridinsoft) مع ملاحظة غياب الشفافية في ملكية الموقع والمعلومات القانونية، وبعض التقارير تربط بين Dobibo ومنصات أو عمليات احتيال أخرى، ما يعزز الشبهات بكونها جزء من شبكة احتيال.
ما هي منصة Mystbox؟
مثل زميلتها السابقة، تعرض منصة Mystbox وعودًا بعوائد مرتفعة جدًا تفوق بكثير ما يعد معقولاً في الأسواق المالية أو مشاريع العملات الرقمية الموثقة، ولديها مؤشرات تحذيرية قوية مثل دومين جديد، إخفاء الهوية، غياب مراجعات موثوقة من مستخدمين مستقلين.
وهناك شكاوى في منتديات بأن مستخدمين لا يستطيعون سحب أموالهم بعد الإيداع، كما أن التصنيفات من مواقع متخصصة في كشف الاحتيال تصفها بـ "مشتبه به" أكثر مما تصفها بأنها شرعية.
لذلك، من المنطقي تصنيف Mystbox كمنصة عالية المخاطر واحتمال كبير أن تكون احتيالاً أو عمل بآليات غير شفافة.