شهدت مناطق سورية مختلفة، بما في ذلك دمشق وريفها وحلب ودرعا، انخفاضًا في إمدادات الكهرباء خلال الأيام الأخيرة، مما أثار تساؤلات حول الاستفادة من الغاز الأذربيجاني الذي بدأ تدفقه إلى سوريا عبر تركيا في 2 آب الماضي.
أفاد مراسل عنب بلدي في ريف دمشق بأن مناطق ومدن المحافظة تعاني من عدم انتظام في ساعات التغذية، مع غياب برنامج تقنين واضح، حيث تراوحت ساعات التغذية بين أربع وثماني ساعات يوميًا في مختلف المناطق. كما اشتكى مواطنون من قرية تسيل في درعا من انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، وفقًا لتقرير مصور نشرته عنب بلدي في 30 أيلول الماضي. وفي دمشق، أعرب أهالي حي القابون عن استيائهم من تهالك المنظومة الكهربائية والانقطاعات المتكررة.
في هذا السياق، أوضحت وزارة الطاقة السورية أسباب تراجع التغذية الكهربائية. وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة، أحمد السليمان، في بيان نشرته الوزارة في 4 تشرين الأول، إنه مع دخول الغاز الأذربيجاني، شهدت البلاد تحسنًا ملحوظًا في توليد الكهرباء وتغذيتها، ولكن بسبب الواقع الفني الصعب وتهالك البنية التحتية في بعض المواقع، حدث خلل في ضواغط محطة "التوينان"، مما أدى إلى تراجع الإنتاج.
وأكد السليمان أن كوادر الوزارة تعمل على إصلاح الخلل وإعادة تشغيل الضواغط، متوقعًا تحسنًا نسبيًا وملموسًا بعد الانتهاء من الإصلاحات. وأشار إلى أن تحسين واقع الكهرباء بشكل مستدام يتطلب وقتًا وجهدًا مستمرين، نظرًا للتحديات الكبيرة التي تواجه منظومة التوليد والنقل والتوزيع، إضافةً إلى الضياعات والتجاوزات على الشبكة وضعف الترشيد في الاستهلاك.
المدير العام للمؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء، خالد أبو دي، أوضح لعنب بلدي في 22 أيلول الماضي، أن كميات الكهرباء المتاحة للتوزيع تتغير تبعًا لحجم التوليد المتوفر، فكلما ارتفع الإنتاج انخفضت ساعات التقنين وزادت ساعات التغذية، والعكس بالعكس. وأشار إلى أنه قبل وصول الغاز الأذربيجاني، كان برنامج التقنين المعتمد ساعة تغذية مقابل خمس ساعات ونصف من القطع، بينما بعد وصول الغاز، أصبح برنامج التقنين ساعتي تغذية مقابل أربع ساعات قطع، لكن هذا التحسن لم يدم طويلًا بسبب خروج عدد من عنفات التوليد العاملة على الفيول عن الخدمة جراء أعطال طارئة، ومن أبرزها محطة حلب الحرارية ومحطة الزارة.
وأوضح أبو دي أن برنامج التقنين من مسؤولية شركات التوزيع، ويحدد بالاستناد إلى حجم الطاقة المولدة المتوفرة، إلا أن حدوث أعطال مفاجئة في محطات التوليد أو شبكة النقل يؤدي في بعض الأحيان إلى خلل في تطبيق البرنامج. وحول آلية التوزيع، بيّن أن جميع الكميات المنتجة تضخ عبر شبكة النقل الوطنية ذات الطابع الحلقي، ما يضمن توزيع أي زيادة في التوليد بشكل متساوٍ على مختلف المناطق، ويتم اعتماد جداول لتوزيع الكميات بين المحافظات استنادًا إلى عدة معايير، تشمل المساحة الجغرافية، وعدد المشتركين، وأطوال الشبكات، وجاهزية البنية التحتية.
بدأ تدفق الغاز الطبيعي الأذربيجاني إلى سوريا عبر تركيا في 2 آب الماضي. وقال وزير الطاقة التركي، ألب أرسلان بيرقدار، إن تصدير الكهرباء إلى سوريا يتم عبر ثماني نقاط مختلفة، ومن المنتظر زيادة قدرة التصدير بنسبة 25% أولًا، وإلى أكثر من الضعف لاحقًا. مدير الشركة السورية للغاز، يوسف اليوسف، قال لعنب بلدي حينها، إن سوريا ستستقبل 3.4 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا من أذربيجان عبر الجانب التركي، وستدخل في شبكة الغاز السورية فورًا، مشيرًا إلى أن الكميات تدخل بشكل تدريجي في الأسبوع الأول، وبعده سيصل الضخ لمعدل التزويد الثابت المعلن.