الجمعة, 3 أكتوبر 2025 05:51 AM

ورشة عمل في دمشق تدعو إلى تعزيز نهج 'الصحة الواحدة' لمكافحة مقاومة المضادات الحيوية

ورشة عمل في دمشق تدعو إلى تعزيز نهج 'الصحة الواحدة' لمكافحة مقاومة المضادات الحيوية

انطلقت في فندق الشام بدمشق ورشة عمل بعنوان "فهم مفهوم الصحة الواحدة وتأطير مقاومة مضادات الميكروبات"، بتنظيم من منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) بالتعاون مع وزارة الزراعة السورية، وبمشاركة ممثلين عن وزارات وهيئات صحية وبيطرية وبيئية.

تهدف الورشة، التي تستمر يومين، إلى تعزيز التعاون بين القطاعات المعنية، والتوعية بالاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية، وبناء القدرات الوطنية في مجالات المراقبة والتخطيط والرقابة على الأدوية.

جرى خلال الورشة عرض الاستراتيجيات العالمية والإقليمية لمقاومة مضادات الميكروبات والسياق السوري في هذا المجال، والأبعاد البيئية لمقاومة مضادات الميكروبات، وكيفية الاستخدام الرشيد للأدوية المضادة، ودور القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية والمجتمعات المحلية.

قدم المشاركون مقترحات تضمنت تشكيل المجلس الأعلى الصحي السوري، الذي يضم الجهات الحكومية والبحثية والنقابية والقطاع الخاص المعنية، بهدف ضبط سوق الأدوية البيطرية، ودراسة الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان والبيئة.

أكد معاون وزير الزراعة لشؤون الثروة الحيوانية والتنمية ‏الريفية أيهم عبد القادر، أن مقاومة الصادات الحيوية أصبحت خطراً على الصحة العامة، وأكثر تأثيراً على الإنسان بسبب تطور سلالات من الجراثيم العنقودية الذهبية المقاومة للمضادات الحيوية.

أشار عبد القادر إلى أهمية الاستفادة من التجارب العالمية، خاصة خلال جائحة كورونا، واتخاذ الإجراءات الصحية المناسبة لتمكين المضادات الحيوية وزيادة فاعليتها، وتحسين كفاءتها وتعزيز سلامة الأغذية، ومنع الاستخدام الجائر أو الخاطئ لهذه المركبات.

أوضح الممثل المقيم لمنظمة “الفاو” في دمشق طوني العتل، ضرورة تنسيق الجهود بين القطاعات المختلفة كالطب البشري والبيطري والزراعي والبيئي، لفهم المشكلة وإدارتها بشكل شامل، لأن مقاومة الأدوية تهدد جميع هذه القطاعات، ما يزيد من مخاطر انتشار الأمراض وزيادة الوفيات وارتفاع تكاليف الرعاية الصحية، ويهدد جهود التنمية المستدامة.

شدد العتل على أهمية إعداد خطط عمل وطنية بشأن مقاومة مضادات الميكروبات، وتطويرها ودمجها مع المبادرات الإقليمية والدولية، مبيناً أن الورشة تهدف إلى التوعية وتعريف المشاركين بالطبيعة المعقدة والمترابطة لمقاومة هذه المضادات كتحد للصحة الواحدة، وتزويدهم بالمهارات اللازمة لتنفيذ الاستراتيجيات الخاصة بالمكافحة بفعالية.

أكدت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا كريستينا بيثكي، أن الإفراط في استهلاك المضادات الحيوية أصبح مقلقاً للغاية في ظل انتشار الأمراض وتطوير سلالاتها، وقدرتها على مقاومة الصادات الحيوية.

أشارت بيثكي إلى أن المنظمة تدعم جهود الوزارات المعنية في مكافحتها، ويتم العمل معها على تدريب الكوادر والانتقال من نهج الطوارئ إلى النهج المتكامل، مع أهمية تعزيز إمكانيات مراكز الرعاية الأولية والمشافي والأدوية، وضرورة التعاون بين دول المنطقة على مكافحة هذه الأمراض واتخاذ الإجراءات الصحية المناسبة.

بين نقيب الأطباء البيطريين حسين البلان أهمية التوعية بالاستخدامات السليمة للأدوية البيطرية وإعطاء الصادات الحيوية المناسبة للحيوانات، في ظل إمكانية وجود ثمالات دوائية داخل جسم الحيوان تنتقل إلى الإنسان من خلال الغذاء، وتساهم في إلحاق الأذى ومقاومة أي صادات حيوية.

أكد البلان على أهمية تعزيز التعاون والتنسيق بين المؤسسات الصحية البيطرية والبشرية لضبط انتشار الصادات الحيوية غير المناسبة في الأسواق، مشيراً إلى سيتم العمل على وضع إرشادات خاصة بالصادات الحيوية والأنواع التي يجب أن تمنع داخل الأسواق، وتعزيز خبرات الكوادر بالتعاون مع دول عدة.

أوضح مدير الصحة والإنتاج الحيواني الدكتور عبد ‏الحي يوسف أن المديرية تجري تحاليل دورية للحيوانات، حيث تم تنفيذ أكثر من 700 ألف تحليل لعينات دموية مأخوذة من الحيوانات، من أجل معرفة الأمراض المشتركة بين الانسان والحيوان، كما أنه يتم تنظيم المواصفات التي يجب أن تتمتع بها الأدوية البيطرية التي يتم تصنيعها واستيرادها، لافتاً إلى أن هناك تعاوناً وثيقاً مع وزارة الصحة لإبراز الحالات المرضية، ومكافحتها ومنع انتشارها.

أضاف يوسف أنه يتم العمل على تأهيل المخابر، وتجهيزها وتدريب الكوادر للنهوض بقطاع الأدوية البيطرية وحماية الثروة الحيوانية، ومكافحة انتشار الامراض والسيطرة عليها.

أشار المدير العام للمؤسسة العامة للمباقر لؤي حموية إلى أن التعاون المشترك بين المؤسسات الصحية ضرورة لتفادي الآثار الناجمة عن الإفراط في المضادات الحيوية، ورفع كفاءة الكوادر في تطبيق برامج الصحة الواحدة من خلال القطاعات المعنية.

تعد مقاومة مضادات الميكروبات جوهر مشكلة الصحة الواحدة، ويؤدي الإفراط في استخدام هذه المضادات في مختلف القطاعات المعنية إلى ظهور الجراثيم المقاومة وانتشارها، وتتطلب إيجاد حلول فعّالة لمقاومتها، من خلال اعتماد نهج تعاوني متعدد القطاعات.

مشاركة المقال: