الأربعاء, 1 أكتوبر 2025 04:59 PM

تفاقم الأزمة المعيشية في ريف طرطوس: ديون متراكمة وشكاوى من سوء توزيع المساعدات

تفاقم الأزمة المعيشية في ريف طرطوس: ديون متراكمة وشكاوى من سوء توزيع المساعدات

يعاني سكان عشرات القرى في ريف طرطوس من أوضاع إنسانية متدهورة، حيث يعتمد معظمهم على الاقتراض لتلبية الاحتياجات الأساسية اليومية، وذلك في ظل الغياب شبه الكامل للمساعدات الإنسانية وتدهور مصادر الدخل وتفاقم الأزمات الخدمية والمعيشية.

أفاد السكان لمنصة إعلامية عن سوء توزيع المساعدات، مشيرين إلى أن العائدين حديثًا من الخارج، وخاصة من تركيا ولبنان، يحصلون على دعم غذائي ومادي، بينما يتم تجاهل العائلات التي بقيت في قراها طوال سنوات الأزمة، على الرغم من حاجتها الماسة.

إهمال لعائلات قرية المتراس

في قرية "المتراس" بريف طرطوس، أوضح المواطن عبد الله أحمد في حديث لمنصة إعلامية: "لقد سجلت عدة مرات لدى المنظمات بأن لدي حالة إعاقة في أسرتي، ولكن دون أي استجابة. في المقابل، كل من عاد من خارج القرية، سواء من تركيا أو لبنان أو غيرها، يحصل تلقائيًا على مساعدات، بينما نحن الذين تحملنا ظلم النظام السابق لم نحصل على شيء".

وأضاف: "يتم اختيار العائلات دون أي معايير واضحة، فهناك عائلات غير محتاجة عادت مؤخرًا وحصلت على دعم، بينما العائلات المنكوبة، التي فقدت معيلها أو تعيل أطفالًا ذوي إعاقات، تُهمل تمامًا، ولا يوجد أي تبرير من المنظمات لهذا التمييز".

وأشار إلى أن "نسبة 90% من العائدين حصلوا على مساعدات، في حين أن نسبة كبيرة من الأهالي الأصليين لم يحصلوا حتى على رغيف خبز أو حبة دواء"، موضحًا أن "القرى تعاني من شح المشاريع التنموية وغياب الدعم الصحي والغذائي، ما يدفع الناس إلى العيش على الديون".

عين نابش: قرية تحتاج إلى كل شيء

من قرية "عين نابش"، أكد المختار أحمد حسن حيدر في حديث لمنصة إعلامية، أن "الناس تعيش دون خط الفقر"، مضيفًا: "لا توجد حتى الآن أي معونات أو مساعدات خدمية أو معيشية أو اقتصادية. هناك عائلات تعاني من أمراض مستعصية، وأطفال مصابون بشلل، ولا أحد يفكر بهم".

وروى حيدر محاولات التواصل الفاشلة مع المنظمات: "تواصلنا مع الكثير من الجمعيات دون أي استجابة. مرة واحدة فقط أرسلت منظمة (آفاد) التركية 170 سلة إغاثية، لكنها لم تكفِ العائلات، وعند تواصلنا مع الهلال الأحمر في طرطوس، لم نحصل سوى على وعود".

ووصف الوضع المعيشي بـ"المستحيل": "وسائل التدفئة مقطوعة، والمازوت غالي الثمن، وطن الحطب وصل إلى مليون و100 ألف ليرة سورية، وسعر ربطة الخبز اليومية للعائلة بلغ 9000 ليرة (ثمن ربطتَي خبز)، وكل أسبوع تحتاج العائلة إلى صهريج ماء بـ100 ألف ليرة، لأن الآبار الارتوازية والجوفية جفّت تمامًا".

وأشار إلى أن "الاعتماد كان على موسم الزيتون، لكن هذا العام لم يكن هناك موسم بسبب قلة الأمطار"، ما زاد من حدة البطالة والفقر.

30 قرية تعاني الفقر الشديد

وأكد المختار أن "نحو 30 قرية في ريف طرطوس تعاني من فقر شديد"، داعيًا الجهات المعنية إلى "التحرك الفوري لتلبية احتياجات السكان، الذين لم يعودوا يملكون حتى القدرة على تحمّل الديون".

وتتعالى أصوات القاطنين في قرى ريف طرطوس، للتنبيه إلى أن قراهم بدأت تتحول اليوم إلى بؤر فقر وديون ومرض، في ظل غياب العدالة في توزيع المساعدات وانهيار البنية التحتية وانعدام فرص العمل، حسب تعبيرهم.

مشاركة المقال: