طرطوس: هيثم يحيى محمد
شهدت مدينة طرطوس اليوم حادثة مروعة أثارت استنكاراً واسعاً في المجتمع السوري. أقدم المواطن علي احمد بشير، من مواليد طرطوس عام 1963، على طعن المواطن حسين سلامة، الذي تجاوز الستين من عمره، بسكين حادة في عنقه أثناء استقلالهما سيارة أجرة، في محاولة لذبحه.
تفاصيل الحادثة من المشفى الوطني
أفادت مصادر من المشفى الوطني أن بشير اعتدى على سلامة فور صعوده إلى السيارة. تدخل مواطنون كانوا شهوداً على الحادثة ومنعوا بشير من إتمام جريمته، وتمكنوا من القبض عليه. وصل فريق إسعاف تابع للهلال الأحمر بطرطوس إلى مكان الحادث وقدم الإسعافات الأولية للمصاب، ثم نقله إلى المشفى الوطني. وأكد مدير المشفى، الدكتور حسام حسن، أن سلامة تلقى العلاج اللازم وحالته الآن ممتازة ومستقرة. كما أكد مدير المشفى أن الفاعل لم يدخل المشفى إطلاقاً.
التحقيقات الأمنية والتقرير الطبي
ألقت الجهات الأمنية المختصة القبض على الفاعل وباشرت تحقيقاتها في الحادثة. وأفاد مصدر مسؤول أن الفاعل يعاني من مرض نفسي، وفقاً لشهادات جيرانه ومعارفه والتقرير الطبي الذي قدمه الطبيب المختص حسام ملحم بعد معاينته، والذي بين فيه أن الفاعل مصاب باضطراب ذهني مزمن (الفصام) ولديه حالياً نوبة حادة من الفصام، وخلالات شديدة أدت إلى سلوكيات شاذة وخطرة وغير مقبولة اجتماعياً. وأشار الطبيب إلى أن المذكور لا يلتزم بالعلاج ويرفض الدواء، مما يجعله يشكل خطراً على سلامته وسلامة من حوله ويحتاج للإستشفاء في حال عدم تعاونه وأخذ العلاج الموصوف له.
توضيح مديرية صحة طرطوس
أصدرت مديرية صحة طرطوس بياناً توضيحياً أكدت فيه استقبال المشفى الوطني لمريض في العقد السابع من العمر، بعد تعرضه لحادثة اعتداء أدت إلى إصابته نتيجة طعنه بأداة حادة. وقد تم تقديم الإسعافات اللازمة للمصاب، وهو حالياً بصحة جيدة ويتلقى الرعاية الطبية المناسبة. وبالتوازي، وبناءً على طلب الجهات المختصة في قوى الأمن الداخلي، تم إبلاغ المديرية بوجود المعتدي لديهم. وقامت لجنة طبية من مديرية الصحة بالكشف على الشخص المعتدي، والذي تم توقيفه أصولاً، وذلك لتقييم حالته بعد أن تم عرض عدد من التقارير الطبية السابقة من قبل ذويه، تُثبت وجود إصابة سابقة بمرض عقلي. وخلصت اللجنة الطبية إلى وجود اضطراب نفسي مؤكد، وتم توثيق ذلك بمحضر رسمي وتقارير طبابة قانونية وفق الأصول. وتنفي مديرية الصحة ما يتم تداوله على بعض صفحات التواصل الاجتماعي من معلومات غير دقيقة تخرج عن السياق المهني وتفتقر للمسؤولية، وتؤكد أن التعامل مع الحادثة تم وفق الإجراءات الطبية والقانونية اللازمة، وتدعو الجميع إلى توخي الدقة والابتعاد عن نشر الشائعات التي تضر بالنسيج المجتمعي.
شهادة ابن الضحية
أخبرنا الدكتور محمد سلامة ابن المصاب حسين أن والده أكد له فور خروجه من العناية أن الفاعل طعنه في رقبته بالسكين فور صعوده بالسيارة محاولاً ذبحه ودون أن يسأله أي سؤال. وعندما سُئل عن ما تردد حول سؤال الفاعل عن طائفته قبل طعنه، أجاب: "نحن انتظرنا الوالد حتى يخرج من العناية المركزة لنسأله عن ذلك وهو أكد أنه لم يسأله مطلقاً".
استنكار شعبي واسع
استنكر أبناء طرطوس من مختلف الأطياف، وفي مقدمتهم معارف وجيران الفاعل، هذه الجريمة البشعة وطالبوا بمعاقبته وفق القوانين النافذة ومعاقبة كل شخص يستخدم أي عبارات تحريضية أو آلات حادة أو سلاح بحق أي شخص آخر مهما كانت الدوافع التي تجعله يقدم على هذه الأفعال الجرمية وفي مقدمتها الدافع الطائفي الذي يجعل بعض المتعصبين الطائشين يرتكبون الجرائم من خلاله.
مطالب بالكشف عن نتائج التحقيق
في الختام، نأمل من الجهات المختصة أن تكشف للناس عن نتائج تحقيقاتها بالجريمة وملابساتها ودوافعها والإجراءات التي اتخذتها فور الانتهاء منها.
(اخبار سوريا الوطن-2)