الأربعاء, 1 أكتوبر 2025 09:57 AM

تحركات جوية مكثفة: طائرات التزود بالوقود الأمريكية تتجه نحو الشرق الأوسط وسط تكهنات بضربة محتملة لإيران

تحركات جوية مكثفة: طائرات التزود بالوقود الأمريكية تتجه نحو الشرق الأوسط وسط تكهنات بضربة محتملة لإيران

كشفت بيانات مفتوحة المصدر لتتبع الرحلات الجوية عن تحركات غير اعتيادية لطائرات "KC-135 Stratotanker" الأمريكية، حيث تم توجيهها نحو قاعدة العديد الجوية في قطر.

أظهرت البيانات حركة مكثفة لعشرات الطائرات المتخصصة في التزود بالوقود في 30 سبتمبر 2025، مما يعد من أكبر عمليات الانتشار من نوعها في الأشهر الأخيرة. وقد تم تغيير مسار بعض الطائرات من قاعدة "رايف ميلدنهال" في بريطانيا إلى قاعدة "بريستويك" بسبب الأحوال الجوية، قبل أن تواصل طريقها إلى قطر.

تزامن هذا التحرك مع انعقاد قمة عسكرية سرية رفيعة المستوى في "كوانتيكو" الأمريكية، وتصاعد التوترات مع إيران، الأمر الذي أثار تكهنات المراقبين حول احتمال التحضير لعمل عسكري أمريكي أو من حلف الناتو. ولم يصدر البنتاغون أي تعليق رسمي على عملية الانتشار أو أهدافها.

تجدر الإشارة إلى أن طائرات KC-135 تعتبر العمود الفقري لأسطول التزود بالوقود الجوي التابع للقوات الجوية الأمريكية، وهي ضرورية لدعم المقاتلات والقاذفات في العمليات بعيدة المدى. وقد انضمت إليها في هذه المهمة طائرة KC-46A Pegasus الأكثر تطوراً. ويشير الانتشار الواسع للناقلات باتجاه قاعدة العديد، المقر الأمامي للقيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، إلى أن الأمر يتجاوز مجرد مناورة روتينية.

يذكر المراقبون أن طفرات مماثلة في نشر طائرات التزود بالوقود سبقت عمليات عسكرية في الماضي، مثل الضربات الأمريكية على مواقع في العراق عام 2019. كما نفذت الولايات المتحدة بالفعل ضربات على المنشآت النووية الإيرانية في وقت سابق من هذا العام، وقد يشير نشرها الأخير لطائرات Stratotankers إلى قطر إلى أن واشنطن تستعد مرة أخرى لضربات محتملة ضد إيران.

كما ساهمت الحوادث الإقليمية في مضيق هرمز وزيادة اختبار الصواريخ في زيادة القلق بين حلفاء الخليج، بالتزامن مع استضافة دونالد ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن والاستعداد لقمة مغلقة مع أكثر من 300 جنرال وأميرال، بعضهم قادم من مسارح الحرب النشطة، فإن التوقيت الاستراتيجي يشير بقوة إلى أن التخطيط التشغيلي جارٍ، ومن المحتمل أن يستهدف التهديدات أو القدرات الإيرانية.

يحمل هذا الانتشار تداعيات جيوسياسية كبيرة، حيث أثار تنامي علاقات إيران مع موسكو وبكين قلق حلفاء الولايات المتحدة في الخليج والبحر الأبيض المتوسط. ويعزز النقل المفاجئ لمعدات التزود بالوقود موقف البنتاغون المتقدم، مما يضمن فعالية حزم الضربات على نطاق واسع في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

من الناحية الاستراتيجية، تشكل هذه الخطوة ضغطاً على طهران في دبلوماسيتها السرية الجارية، وتظهر عزماً على اتخاذ إجراءات استباقية من قبل إسرائيل أو الناتو.

يبرز تقارب الإشارات السياسية واللوجستيات العسكرية لحظة حاسمة محتملة في الموقف الدفاعي الأمريكي، فتحليق أسطول من طائرات KC-135 و KC-46A عبر المحيط الأطلسي ليس حدثاً معزولاً، بل هو انتشار استراتيجي مصمم لضمان وصول عالمي فوري وتفوق جوي في حال وقوع عمليات عسكرية.

ما يزال غامضاً ما إذا كان هذا تمهيداً لعملية أوسع نطاقاً للولايات المتحدة أو حلف شمال الأطلسي، أم استعراضاً للقوة يهدف إلى ردع طهران.

في غضون ذلك، أعلن وزير الحرب الأمريكي بيت هيغسيث اليوم الثلاثاء أن مهمة البنتاغون الجديدة ستقتصر على القيام بعمليات قتالية، منوهاً بأن ضمان السلام يبدأ من الاستعداد للحرب.

وقال هيغسيث خلال كلمة له على هامش اجتماع مع كبار قادة البنتاغون في فيرجينيا: "مرحباً بكم في وزارة الحرب، فقد ولى عهد وزارة الدفاع.. شعار فصيلتي الأولى "من يرغب في السلام عليه أن يستعد للحرب"، مشدداً على "ضرورة أن تستعد الولايات المتحدة للحرب دفاعاً عن السلام"، منوهاً بأن "مذهب اللاعنف خطير وساذج".

المصدر: وكالات

مشاركة المقال: