الأحد, 28 سبتمبر 2025 11:48 PM

وزير الخارجية: سوريا موحدة ومدنية ومنفتحة وملتزمة بالسلم الأهلي

وزير الخارجية: سوريا موحدة ومدنية ومنفتحة وملتزمة بالسلم الأهلي

أكد وزير الخارجية والمغتربين، أسعد حسن الشيباني، أن سوريا الجديدة ستكون دولة موحدة ومدنية ومنفتحة على العالم، وملتزمة بالسلم الأهلي. وشدد الشيباني على أن وجود سوريا واحدة وقوية ومتآلفة يخدم الشعب السوري ويعزز الأمن والاستقرار الإقليمي.

وفي حوار مع الإعلامي فريد زكريا من شبكة “CNN” بُثّ اليوم، قال الشيباني: “نحن نطمح لأن تعيش شعوب المنطقة، وخاصة في الشرق الأوسط وسوريا، بعد سنين الحرب هذه وما عانيناه من هجرة ولجوء، بأمان وسلام، ونريد أن نبني لغة الحوار والتعاون مع الجميع”.

ووصف الشيباني موقف الولايات المتحدة الأميركية تجاه سوريا بأنه موقف إيجابي ومحط احترام وإعجاب ودعم من قبل جميع أطياف الشعب السوري، مبيناً أن إعلان الرئيس دونالد ترامب رفع العقوبات الأميركية عن سوريا نال إعجاب الشعب السوري، لأنه يساهم في تخفيف معاناته.

وأوضح الشيباني أن سبب وجود هذه العقوبات في سوريا زال، وبالتالي يجب أن تُزال كل هذه العقوبات، وألا تخضع للتفاوض، كما تحاول بعض الشخصيات السياسية أو الأحزاب أن تفعل، وتفاوض الشعب السوري على حريته وكرامته وعلى تخفيف معاناته.

وقال الشيباني: “ما زالت هناك بعض العقوبات الموجودة، كقانون قيصر، وقانون اعتبار سوريا دولة راعية للإرهاب، والذي وُضع عام 1979، والشعب السوري ليس له علاقة بهذين القرارين، ونأمل اليوم، وخاصة بعد جولتنا في واشنطن، ومشاركة السيد الرئيس أحمد الشرع في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي اللقاءات التي أجريناها مع الإدارة الأميركية، أن تُرفع هذه العقوبات، ونعتقد أن ذلك سيحصل، وهذا الشيء سوف يساعد الشعب السوري على إعادة بناء بلده، لأن إزالة العقوبات يعني الاستقرار والتنمية وعودة اللاجئين”.

وأضاف الشيباني: “نحن نطمح لأن تكون سوريا دولة حقيقية وقوية وتمثل شعبها، والشعب يؤمن بهذه الدولة ويشعر بالانتماء إليها ويخلص لها ويشعر بالواجب للاستثمار فيها وليس الهروب منها، ونطمح لأن تكون سوريا دولة اقتصادية قوية ولديها الإمكانيات والأدوات لذلك”.

ولفت الشيباني إلى أن الشعب السوري لديه خبرة سياسية كبيرة جداً، وهو شعب ممتد عبر التاريخ، ويستطيع أن يصدر الشكل السياسي الذي يحقق الانتماء والتمثيل لجميع أبنائه، مؤكداً أن سوريا ستكون دولة مدنية ومتحضرة ومتطورة غنية بأبنائها وموقعها الإستراتيجي.

وتابع الشيباني: “نعتقد أن سوريا، خلال السنوات الخمس القادمة، ستكون آمنة ومستقرة متجهة باتجاه التنمية الاقتصادية، وقد عاد إليها السوريون من جميع أنحاء العالم، وذات علاقات مميزة مع دول الجوار مبنية على الاحترام المتبادل والتعاون المشترك، وتكون منفتحة باتجاه الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية، وتكون لديها علاقات إستراتيجية مع الولايات المتحدة الأميركية”.

وأشار الشيباني إلى أن “الشعب السوري الحر صبر على النظام السابق 60 عاماً، حيث كان هناك الكثير من الظلم والاستبداد، وعندما اختار أن ينال حريته وكرامته من خلال المظاهرات السلمية، وقفنا إلى جانبه، وبقينا معه في كل المراحل الصعبة، منذ عام 2011 وحتى 8 ديسمبر 2024”.

وأوضح الشيباني أن لكل بلد ثقافته وتجربته، والتجربة السورية منسجمة مع التاريخ الحضاري لسوريا ومطالب الشعب السوري، والشعب السوري شعب متحضّر ومثقف ويستطيع أن يمثل نفسه بشكل طبيعي بعيداً عن أي نماذج مصطنعة لا تنسجم مع الطبيعة السورية.

ولفت الشيباني إلى أن القانون الذي يوافق عليه الشعب السوري هو الذي سيحكم سوريا، وهناك الآن الإعلان الدستوري الذي نال تأييداً كبيراً من الشعب السوري، فيما يتم العمل على إجراء الانتخابات البرلمانية التي ستمثل كل المناطق، وينشأ عنها لجنة دستورية ستكتب الدستور الدائم.

وقال وزير الخارجية والمغتربين: “إن سوريا لا يوجد فيها اليوم حرب أهلية، بعدما تخلصت من أكبر مشكلة فيها، وهي النظام المجرم، ونحن نحاول بكل جهد إعادة الثقة بين أبناء المجتمع السوري، حيث ورثنا مجتمعاً ممزقاً ومنقسماً”.

وأضاف الشيباني: “إن الحكومة السورية تحاول جاهدة إعادة الثقة والانسجام والاندماج بين أبناء الشعب السوري، وتريد أن تكون سوريا دولة موحدة تمثل جميع السوريين، وأن يكون هناك قانون يمثل الجميع، دون أن يكون هذا الأمر بناءً على خلفية دينية أو فكرية أو عرقية”.

وشدد الشيباني على أن الدولة السورية ملتزمة بالسلم الأهلي والمحاسبة، وقد شكلت لجنتين لتقصي الحقائق في أحداث الساحل والسويداء، وسمحت للجنة الأمم المتحدة بالتقصي والتحقيق فيما جرى.

وأكد الشيباني أن التدخل الإسرائيلي عقد الأمور بشكل كبير جداً في السويداء، حيث شجع المجموعات الخارجة عن القانون، وكان هناك قوى لم تقبل بالاندماج ضمن قوات الدولة السورية، وهذا التدخل هو ما يعيق التهدئة التي تعمل وتسعى إليها الحكومة السورية منذ اليوم الأول.

وقال الشيباني: “إن خارطة الطريق التي تم إطلاقها، بمشاركة الولايات المتحدة الأميركية والمملكة الأردنية الهاشمية، نالت تأييداً محلياً ودولياً بشكل كبير جداً، وعبرت عن تطلعات أهلنا الدروز في السويداء، ونحن ملتزمون بمعالجة كل المشاكل بالسبل الوطنية التي تحقق السلم الأهلي، ولا تخدم المصالح الخارجية”.

وأضاف الشيباني: “لا يمكن للدولة السورية، أو لأي دولة في العالم، التغاضي عن مسألة السلاح المنفلت، لأن ذلك سوف يؤدي إلى الفوضى والتقسيم والحرب الأهلية، فالدولة هي من تحتكر تطبيق القانون، وهي من يجب أن يكون لها جيش، وهي المسؤولة عن حماية المواطن، ويجب علينا اليوم أن نشكل جيشاً وطنياً يمثل الشعب السوري ويحمي حدوده ومصالحه، والفرصة اليوم متاحة لاندماج الفصائل فيه”.

وأوضح الشيباني أن الشعب السوري، وبعد الثامن من ديسمبر، تفاجأ بالاعتداءات والهجمات الإسرائيلية المتكررة، والتي لم تكن مبررة، لأن التهديدات التي كانت إسرائيل تتحدث عنها، من وجود ميليشيات إيران وميليشيات حزب الله وميليشيات النظام السابق، ذهبت مع هذا النظام، ولم يبقَ إلا الشعب السوري.

وقال الشيباني: “إن سياستنا التي نعلنها بشكل مستمر، أن سوريا لا تشكل تهديداً لأحد في المنطقة، بما فيها إسرائيل، ولكن هذه الرسائل الإيجابية التي صدرناها، والتي تعبر عن وجه سوريا الجديد، وجه السلام والتعاون، قوبلت بهذه التهديدات والاعتداءات”.

وأضاف الشيباني: “إن الحديث عن مسألة التطبيع والاتفاقيات الإبراهيمية صعب في الوقت الحالي، وخاصة أن سوريا مهددة من قبل إسرائيل، وهنالك الجولان محتل، ومناطق محتلة جديدة بعد الثامن من ديسمبر، وبالتالي يجب أن يعود الوضع على ما كان عليه قبل الثامن من ديسمبر، وتهدئة الأوضاع، وإرسال رسائل إيجابية للشعب السوري، تطمئنه من هذه الممارسات الإسرائيلية، وبعدها يمكننا الحديث عن مستقبل المنطقة”.

مشاركة المقال: