أعلنت قيادة الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية عن إلقاء القبض على العقيد شادي عدنان آغا، القائد السابق لـ"لواء القدس"، وذلك في عملية أمنية نُفذت يوم الأربعاء 12 تشرين الثاني. ووجهت له اتهامات تتعلق بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين خلال فترة حكم النظام السوري السابق.
أوضحت الوزارة في بيان نشرته عبر صفحتها على "فيسبوك" أن العملية جاءت بعد "رصد وتتبع دقيقين". وكشفت التحقيقات الأولية أن الموقوف قاد العديد من العمليات العسكرية في مناطق مختلفة من سوريا، وخاصة في محافظة حلب. كما تولى آغا قيادة غرفة العمليات في جبهتي نبل والزهراء، حيث تم تنفيذ عمليات قصف ممنهجة استهدفت مناطق مأهولة، مما أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين، وفقًا للبيان.
وأضافت الوزارة أنه تم إحالة الموقوف إلى الجهات القضائية المختصة لاستكمال التحقيقات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه.
القبض على قادة سابقين من اللواء
في 29 كانون الأول 2024، ألقت وزارة الداخلية القبض على قياديين آخرين في "لواء القدس" الموالي لنظام الأسد السابق في اللاذقية. وأعلنت محافظة اللاذقية عبر "فيس بوك" أن "إدارة الأمن العام" ألقت القبض على قياديين اثنين من "لواء القدس". وأشارت إلى أن الأول يدعى بسام توفيق، الملقب بـ"أبو طه"، وهو الرجل الثاني في "لواء القدس"، والثاني بسام محمد مقصود، وهو أحد قادة "اللواء". وأوضحت المحافظة أن المقبوض عليهما "لديهما سجل من الإجرام بحق الشعب السوري والتنكيل بجثث الثائرين".
"لواء القدس"
عند اندلاع الثورة السورية عام 2011، كُلّف محمد أحمد السعيد، المولود في مخيمات التهجير الفلسطينية، وتحديدًا في مخيم "النيرب" بحلب، بمهمة تمويل مجموعات من أبناء المخيمات الفلسطينية للعمل لصالح النظام. كان السعيد مهندسًا عمل في مجال المقاولات والبناء، ووفرت له مهنته شبكة علاقات مع مسؤولي النظام، وبالأخص مع فرع "المخابرات الجوية" في المنطقة الشمالية.
نشطت هذه المجموعات في قمع المظاهرات القريبة من المخيم، والمظاهرات التي انطلقت من جامعة "حلب" ومحيطها، إلى جانب قيامها بحملات الاعتقال العشوائي في حلب التي طالت العشرات من طلاب الجامعات. ونظرًا لحاجة النظام إلى مزيد من العناصر، بادر إلى تسليح عدد كبير من أبناء مخيم "النيرب"، ومنحهم بطاقات أمن تتبع لـ"المخابرات الجوية".
أعلن محمد السعيد تأسيس "لواء القدس" في تشرين الأول 2013، بدعم من فرع "المخابرات الجوية" في المنطقة الشمالية الذي شجع عمليات تجنيد واسعة في صفوف الفلسطينيين. وبعد تمركز الميليشيات الإيرانية بالقرب من مطار "النيرب"، بدأ اللواء يتلقى دعمه المادي واللوجستي من قبل "فيلق القدس" الإيراني، وفي السنوات الأخيرة بدأ اللواء تلقى دعمه من روسيا.
نشط اللواء في كامل الجغرافيا السورية، وشارك بعمليات في حمص واللاذقية وإدلب وحلب ودمشق. ويتهم "لواء القدس" بارتكاب جرائم وانتهاكات بحق السوريين، بإشراف قائده محمد السعيد، إلى جانب ضلوع اللواء في تنفيذ عمليات اختطاف والمطالبة بفدية وقتل وتعذيب وتهجير.