الأحد, 28 سبتمبر 2025 10:28 PM

أزمة النفايات تتفاقم في أحياء حلب الشرقية: معاناة مستمرة رغم الحملات المتكررة

أزمة النفايات تتفاقم في أحياء حلب الشرقية: معاناة مستمرة رغم الحملات المتكررة

حلب – محمد ديب: تتزايد معاناة سكان حي الميدان والأحياء الشرقية في حلب بسبب تفاقم مشكلة تراكم القمامة، وسط غياب حلول جذرية من مجلس المدينة. يعزو السكان المشكلة إلى ضعف خدمات النظافة، مما أدى إلى انتشار الروائح الكريهة وتزايد الحشرات.

في أحياء مثل الشعار والصاخور، يواجه السكان حاويات ممتلئة باستمرار، مع انتشار الروائح والحشرات، خاصة في فصل الصيف. وفي مناطق أخرى كالميريديان والجميلية والمحافظة، الوضع لا يختلف كثيرًا، مع بطء استجابة فرق النظافة. تعاني هذه المناطق من تهالك البنية التحتية، بما في ذلك الطرق والحاويات، مما يزيد من صعوبة جمع القمامة بانتظام. يتطلب تحسين النظافة خطة طويلة الأمد تشمل تعزيز الكوادر وتوفير المعدات ورفع الوعي البيئي.

شكاوى من مختلف الأحياء

مشهد تراكم النفايات يتكرر يوميًا، فالقمامة تبقى لأيام دون جمع، بحسب محمد معراتي من سكان حي ميسلون. وأكد أن الوضع أصبح لا يطاق، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة. وأوضح زين جمعة، المقيم في حي الميدان، أن تراكم القمامة قرب المدارس والأسواق يضاعف المعاناة، وأن البعض اضطر لحرق النفايات للتخلص من الروائح، مما يسبب دخانًا يضر بصحة الأطفال، خاصة بالقرب من مدرسة “زكي الأرسوزي”.

معتز جمعة، من حي الشعار، ذكر أن وضع النظافة تحسن بعد حملة المحافظة في حزيران الماضي، لكن سرعان ما تدهور الوضع مجددًا. محمود طحان، صاحب متجر في حي صلاح الدين، أشار إلى أن المشكلة ليست جديدة، لكنها تفاقمت مؤخرًا، وأن الحملات تبدو مؤقتة. يختلف السكان في تفسير الأسباب، بين نقص العمال والآليات وغياب التنظيم والرقابة من مجلس المدينة. يؤكد السكان أن الحاويات قليلة وتمتلئ بسرعة، مما يدفعهم لرمي النفايات بجانبها.

نقص في الإمكانيات

تراكم القمامة يثير مخاوف صحية، وزيادة احتمالية انتشار الأمراض الموسمية مثل الإسهال والحمى عند الأطفال، وتوفير بيئة لتكاثر الحشرات والقوارض وانتشار مرض الليشمانيا أو “حبة حلب”. طالب سكان الميدان والأحياء الشرقية بخطة مستدامة تتضمن زيادة عدد الحاويات وتكثيف حملات الجمع وتنظيم المواعيد. كما دعوا إلى تعزيز التعاون مع المبادرات الأهلية.

محمد علي العزيز، رئيس مجلس مدينة حلب، أوضح أن تفاقم الأزمة يعود إلى نقص “الضاغطات” وقلة الحاويات ونقص العمال، إضافة إلى زيادة السكان بعد “تحرير” المدينة. وأضاف أن المجلس يتعامل مع الشكاوى ويحولها إلى الجهة المسؤولة، مؤكدًا أن المعالجة تكون “فورية”. يتوقع توقيع اتفاقية مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) وإطلاق حملة “لعيونك يا حلب” لزيادة عدد “الضاغطات” والحاويات وتأمين تبرعات لتغطية أجور بعض العمال. هناك خطة لتسليم ملف النظافة لشركات خاصة تتولى الجمع والتدوير واستخراج الطاقة.

تضاعف حجم النفايات

رئيس مجلس المدينة أوضح أن حجم النفايات تضاعف منذ عام 2016، من 650 طنًا يوميًا إلى أكثر من 1850 طنًا. كان عدد عمال النظافة 350 عاملًا، واليوم هناك 1200 عامل، مع الحاجة إلى 75 عاملًا إضافيًا. أعلن المجلس عن شواغر برواتب تقارب 150 دولارًا شهريًا، لكن الاستجابة كانت محدودة. جزء من المكبات العشوائية ناجم عن سيارات نقل خاصة. هناك عروض من شركات ومنظمات لتسلم ملف النظافة بشكل كامل.

حملات رسمية

حتى مع الحملات الرسمية، يصف السكان الوضع بأنه تراكم مستمر للنفايات. أطلقت محافظة حلب حملة نظافة في 20 أيلول، تزامنًا مع “اليوم العالمي للنظافة”. وفي حزيران الماضي، وجه محافظ حلب، عزام الغريب، بإطلاق حملة تنظيف شاملة لحي الشعار. وفي تموز الماضي، أطلقت محافظة حلب حملة نظافة واسعة تحت شعار “خليها نظيفة” في حي الصاخور. وفي نهاية آب الماضي، أعلنت محافظة حلب عن بدء توزيع 1000 حاوية قمامة جديدة في مختلف الأحياء ضمن حملة “لعيونك يا حلب”.

على الرغم من الجهود المبذولة، يظل واقع النظافة في المدينة مترديًا، مع تراكم النفايات في الشوارع والأرصفة ونقص الكوادر والآليات، مما يجعل التحسن محدودًا ومؤقتًا.

مشاركة المقال: