الأحد, 28 سبتمبر 2025 05:56 PM

ارتفاع جنوني في أسعار الغذاء بسوريا: أسرة تحتاج 2.49 مليون ليرة شهرياً لتأمين وجبات أساسية

ارتفاع جنوني في أسعار الغذاء بسوريا: أسرة تحتاج 2.49 مليون ليرة شهرياً لتأمين وجبات أساسية

قائمة طعام يومية بسيطة تتضمن فطوراً من لبنة وزعتر وبيض، وغداءً موسمياً من الباذنجان والخيار، وعشاءً متواضعاً من سندويشات الفلافل، قد تبدو مقتصدة، لكنها تكلف أسرة سورية مكونة من 5 أشخاص حوالي 83 ألف ليرة في اليوم الواحد، أي ما يعادل حوالي 2 مليون و490 ألف ليرة في الشهر.

سناك سوري-خاص

في شهر أيار الماضي، أجرى سناك سوري حسابات مماثلة لتكلفة طعام أسرة مكونة من 5 أشخاص شهرياً. في ذلك الوقت، تم اختيار الفاصولياء للغداء، وكان سعر الكيلو الواحد 8000 ليرة، ولكن اليوم وصل سعر الكيلو إلى 25 ألف ليرة في نهاية موسمه، لذلك تم الاعتماد على الباذنجان.

حافظ سناك سوري على نفس الكميات التي تم حسابها في شهر أيار الماضي، ليتبين أن ما كان يكلف الأسرة مليون و700 ألف ليرة شهرياً، أصبح اليوم يكلفها مليونين و490 ألف ليرة شهرياً.

تفاصيل التكاليف

تحتاج الأسرة إلى ربع كيلو لبنة بسعر 7000 ليرة، وصحن زعتر وزيت بتكلفة 7000 ليرة، مع 5 بيضات بسعر 7500 ليرة، ونصف ربطة خبز بسعر 2000 ليرة، أي أن تكلفة الإفطار بالمتوسط تبلغ 23500 ليرة. في شهر أيار الماضي، كانت نفس الأطباق تكلف 17 ألف ليرة دون أي زيادة أو نقصان.

بسبب ارتفاع سعر الفاصوليا اليوم، تم الاعتماد على الباذنجان، الذي يعتبر الأقل سعراً بين الخضروات هذه الأيام. ومع ذلك، فإن تكلفة غداء بسيط مؤلف من مسقعة الباذنجان مع سلطة خيار ولبن ستكلف العائلة 45 ألف ليرة تقريباً، موزعة على 2 كيلو باذنجان بسعر 10 آلاف ليرة، وكيلو بندورة بسعر 6000 ليرة، وثوم مع زيت للطهي بنحو 9000 ليرة، إضافة إلى كيلو خيار بسعر 9000 ليرة وكيلو ونصف لبن بسعر 9000 ليرة، ونصف ربطة خبز بسعر 2000 ليرة.

في حال اقتصر العشاء على 5 سندويشات فلافل، فإن ذلك سيكلف بالمتوسط 14500 ليرة، موزعة على 5000 ليرة فلافل (3 أقراص لكل شخص)، ونصف كيلو بندورة بـ 3000 ليرة ونصف كيلو خيار بـ 4500 ليرة، إضافة إلى نصف ربطة خبز بـ 2000 ليرة، بينما كانت التكلفة في شهر أيار 12 ألف ليرة.

إذا افترضنا أن الأسرة ستختار نفس قائمة الطعام يومياً، فإن الطعام سيكلفها شهرياً نحو مليونين و490 ألف ليرة، مقارنة بمليون و700 ألف ليرة في شهر أيار الماضي.

المتغير الوحيد في المعادلة هو أن الراتب في شهر أيار كان 300 ألف ليرة، واليوم وصل إلى مليون ليرة بالمتوسط بعد الزيادة الأخيرة بنسبة 200% في شهر آب الماضي.

على الرغم من أن الحسبة اعتمدت على أطعمة متواضعة لا تتضمن اللحوم أو الفواكه، إلا أن التكلفة بقيت مرتفعة بشكل يفوق قدرة معظم الأسر. يقول أبو أحمد، وهو موظف حكومي: «حتى مع زيادة الراتب الأخيرة ما عاد نلحق.. الراتب بيخلص بأول أسبوع على الأكل بس»، بينما أشارت أم خالد إلى أنها ومنذ زمن بعيد تستغني عن شراء اللحوم أو الدجاج، وتقتصر على الخضار الأرخص ثمناً.

يرى باحثون اقتصاديون أن هذا الواقع يعكس اتساع الفجوة بين الدخل وتكلفة المعيشة، حيث تستهلك المواد الغذائية وحدها معظم الراتب الشهري، تاركة الأسر عاجزة عن تأمين احتياجات أساسية أخرى مثل الدواء والمواصلات والإيجار.

تحسين رواتب القضاة والصحة والتربية قريباً

مؤخراً، تم الإعلان عن زيادة في رواتب القضاة والعاملين في وزارة العدل. وبحسب الجداول المتداولة، فقد تراوح راتب العاملين في الوزارة بين 150 دولاراً للمستخدمين وحتى 250 دولاراً للقضاة، ويضاف لغالبية الفئات تعويضات أخرى تجعل بعض الرواتب تصل إلى 1200 دولار شهرياً.

بالتزامن مع ذلك، برزت وعود بزيادات قريبة للتعويضات على الراتب للمعلمين والعاملين في وزارة التربية، وكذلك في وزارة الصحة، مع تصريحات أطلقها وزير المالية “محمد يسر برنية” بزيادة رواتب جديدة للعاملين بالدولة مع بداية العام القادم.

مشاركة المقال: